Investing.com - يعتبر خام "برنت" المعيار الأساسي لتسعير أغلب أنواع النفط العالمية، والتي يصل حجم معروضها إلى 100 مليون برميل يومياً، وخلال شهر أكتوبر الجاري وصل سعر خام "برنت" إلى مستوى 85 دولار للبرميل الواحد، ليسجل أعلى مستوياته خلال أربع سنوات، وذلك وفقاً لتقرير صادر عن صحيفة الإيكونوميست العالمية.
وعلى الرغم من أهمية هذا الخام إلا أنه يوجد بكميات قليلة في الأسواق، وذلك مقارنة بباقي كميات النفط التي تستخرج من الأرض.
وتعد تجارة النفط من أكثر التجارات حداثة، حيث تمت أول صفقة في قطاع النفط خلال عام 1861، وذلك عندما قامت سفينة الشحن "إليزابيث واتس" بنقل شحنة كبيرة من النفط من بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية إلى لندن.
وفي الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية كان يتم تداول النفط بشكل رئيسي على المستوى الإقليمي، ولكن بعد انتهاء فترة الحروب بين البلاد، أصبح سوق النفط من الأسواق العالمية، وذلك بسبب تزايد عدد المنتجين، وفي أواخر الثمانينات قامت الأسواق العالمية بتحديد أسعار النفط، ومن ثم انتقلت هذه السلطة إلى منظمة أوبك العالمية.
ومع زيادة المنتجين وزيادة الطلب على الخام، أصبح المنتجون والتجار بحاجة إلى معايير موثوقة يتم من خلالها التحكم في أسعار النفط بطريقة صحيحة، وبعد ذلك تم استخدام خام "برنت" واعتباره الخام المعياري الأكثر استخداماً، حيث أن هذا الخام يتم استخراجه من بحر الشمال، وبالتالي من الممكن أن يتم زيادة إنتاجه حسب الطلب.
وخلال عام 1985 تم استخدامه بشكل رسمي كمعيار للأسعار، وفي الماضي كان يتم استخراجه من قبل حقل "برنت" ولكن مع مرور الوقت فقد توسعت عملية استخراجه في عدد من المناطق مثل حقول في منطقة "بحر الشمال".
وفي المقابل يوجد خام "نايمكس" الأمريكي الذي يعتبر خام سهل التكرير، ولكنه يحتاج الكثير من الوقت والمجهود لاستخراجه، وذلك بسبب تواجده بين الصخور، ولكنه معيار يتم استخدامه في الولايات المتحدة، باعتباره ثاني أكثر الخامات المعيارية استخداماً في الأسواق.
وخلال العام الجاري قامت الحكومة الصينية بطرح عقود آجلة للنفط الخام، وذلك في بورصة شنغهاي الصينية للطاقة، وذلك بالتزامن مع سعيها لإنشاء معيار آسيوي ينافس "برنت" و"نايمكس"، وفي الفترة الماضية حقق خام "شنغهاي" الكثير من النجاحات ولكنه يحتاج إلى اهتمام من قبل العالم ليصبح بديلاً عن خام "برنت" مستقبلاً.