من باريسا حافظي
دبي (رويترز) - نقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي قوله يوم السبت إن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تواجه معارضة في أنحاء العالم فيما تستعد واشنطن لإعادة فرض عقوبات على قطاعي النفط والبنوك الحيويين في إيران.
وأضاف خامنئي أن الولايات المتحدة فشلت في إعادة فرض هيمنتها على إيران منذ الثورة الإسلامية التي أطاحت بالشاه المدعوم من واشنطن عام 1979.
ونسب التلفزيون إلى خامنئي قوله خلال اجتماع مع آلاف الطلاب "العالم يعارض كل قرار يتخذه ترامب".
وأضاف "هدف أمريكا هو إعادة تأسيس الهيمنة التي كانت تفرضها (قبل 1979) لكنها فشلت. أمريكا هُزمت من قبل الجمهورية الإسلامية طيلة الأربعين عاما الماضية".
وتعيد واشنطن يوم الاثنين فرض عقوبات واسعة النطاق على قطاعين حيويين بالنسبة لإيران وهما تصدير النفط والبنوك وذلك في محاولة لإجبارها على الدخول في مفاوضات لوقف برامجها النووية والصاروخية الباليستية ودعمها لوكلاء في صراعات في أنحاء الشرق الأوسط.
لكن إدارة ترامب قالت يوم الجمعة إن ثماني دول مستوردة للنفط الإيراني سيسمح لها مؤقتا بمواصلة شرائه عندما تدخل العقوبات حيز التنفيذ. وإيران ثالث أكبر مصدر للنفط في العالم.
وقالت تركيا يوم السبت إن أنقرة تلقت مؤشرات مبدئية من واشنطن على أنها ستمنح إعفاء لكنها تنتظر توضيحا يوم الاثنين.
وقال دارميندرا برادان وزير النفط الهندي يوم السبت إن الهند وغيرها من كبار مشتري النفط سيستفيدون من الإعفاء الذي ستمنحه لهم الولايات المتحدة من العقوبات على إيران.
وكانت أغلب العقوبات الدولية المفروضة على إيران قد رفعت في أوائل 2016 بموجب الاتفاق النووي الذي وقعته مع القوى العالمية في العام السابق والذي حدت بموجبه من برنامجها لتخصيب اليورانيوم الذي كان ينظر له في الخارج على أنه جهد مستتر لتطوير قنبلة نووية.
لكن ترامب أدان الاتفاق النووي الذي وقع في عهد سلفه باراك أوباما بوصفه معيبا ويصب في صالح إيران وانسحبت منه الولايات المتحدة في مايو أيار. ولاقى قرار ترامب ترحيبا من دول عربية خليجية سنية حليفة لواشنطن والتي تخوض حربا بالوكالة مع إيران الشيعية منذ عقود.
وقال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية يوم السبت إن "السياسات العدوانية" الإيرانية هي "المسؤولة إلى حد كبير" عن إعادة فرض العقوبات الأمريكية على طهران.
وذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تحدث هاتفيا مع فيدريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ومع نظرائه من ألمانيا والسويد والدنمرك بشأن الإجراءات الأوروبية لمواجهة العقوبات الأمريكية.
* صراع العروش
رد الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الذي يشرف على العمليات في الخارج على تغريدة كتبها ترامب مستوحاة من مسلسل "صراع العروش" (جيم أوف ثرونز) يوم الجمعة قال فيها "العقوبات قادمة". وقال سليماني على انستجرام في تكرار لتصريحات أدلى بها في يوليو تموز "سأقف في وجهك".
وعبر الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، وكلها أطراف موقعة على الاتفاق النووي الإيراني إضافة إلى روسيا والصين، في بيان مشترك يوم الجمعة عن الأسف حيال قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعادة فرض العقوبات على إيران.
وقال دبلوماسيون لرويترز الأسبوع الماضي إن الآلية الأوروبية الجديدة التي تهدف إلى تسهيل الدفع مقابل الصادرات الإيرانية ينبغي أن تصبح سارية قانونا بحلول الرابع من نوفمبر تشرين الثاني بالتزامن مع الحزمة المقبلة من العقوبات الأمريكية لكن تطبيقها الفعلي لن يبدأ قبل أوائل العام المقبل.
وحذروا أيضا من أن ما يؤخر العملية هو عدم تطوع أي دولة لاستضافة الكيان الذي سينفذ تلك الآلية.
وقال دبلوماسي فرنسي كبير يوم السبت إن ليس هناك أي سبيل لتنفيذ تحويلات تجارية بهذه الآلية قبل نهاية العام الجاري. ولا تشمل الآلية حاليا أي دول أخرى بما في ذلك الصين لكن ذلك قد يتغير فيما بعد.
وتعتبر الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي أنه عامل أمان مهم ضد خطر نشوب حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط وأكدت على التزامها به. وقالت إيران أنها قد تنسحب من الاتفاق إذا أخفق الاتحاد الأوروبي في حماية مصالحها الاقتصادية.
ويسعى ترامب من خلال حزم العقوبات لدفع إيران لتطبيق قيود أكثر صرامة على البرنامج النووي ووقف أنشطة تطوير الصواريخ ووقف دعم قوات تقاتل بالوكالة في اليمن وسوريا ولبنان ومناطق أخرى من الشرق الأوسط.
ونشرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء بيانا من وزارة الخارجية الإيرانية جاء فيه "إيران... لن تسمح لنظام ترامب، الذي جرد السياسة الخارجية الأمريكية من أي مبادئ، بالوصول لأهدافه غير المشروعة".
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)