- Investing.com ترى شركات النفط الكبرى أنها صارت قادرة على مواجهة تراجع الأسعار بشكل أفضل مما كانت عليه قبل سنوات، وهو مجرد ادعاء يبدو أنه بصدد اختبار وشيك إذا ما استمر الاتجاه الهبوطي للخام خلال الفترة المقبلة، وفقًا لتقرير "وول ستريت جورنال".
أعلنت بعض الشركات مثل "شيفرون" و"إكسون موبيل" و"رويال داتش شل" تراجع التكاليف وخفض النفقات خلال السنوات الأخيرة، بهدف إقناع المستثمر بأنها قادرة على الصمود وجني الأرباح، حتى مع تقلب أسعار الخام، وقد أثمرت هذه المجهودات بالفعل.
خلال العام الجاري، نجح كبار اللاعبين في سوق النفط من تحقيق الأرباح، مع تحسين العائد على المساهمين، وذلك بعد أن استطاعت الشركات الغربية خفض سعر التعادل لخام "برنت" من 100 دولار قبل انهيار الأسعار في عام 2014 إلى أقل من 50 دولارًا خلال هذا العام، بحسب شركة "وود ماكينزي" للاستشارات.
مع التراجع الأخير في أسعار النفط، تشعر الشركات الكبرى أنها بحاجة للتأكيد على صحة ادعاءاتهم، بأنهم قادرون على امتصاص أي اضطرابات إضافية ناتجة عن انخفاض الأسعار، فقد صرح "بريان جيلفاري" المدير المالي لشركة "بي بي (LON:BP)"، أن مجلس الإدارة على ثقة كبيرة من مستقبل الشركة وليس مستقبل سوق النفط، لافتًا إلى أن أي شركة قادرة على تغطية ميزانيتها الرأسمالية ومدفوعات المساهمين نقدًا مع وصول أسعار النفط لـ 50 دولار للبرميل هذا العام، وهو سعر تستعد لانخفاضه إلى ما بين 35 و40 دولار بحلول 2021.
ومن المرجح أن يؤدي الاتجاه الهبوطي للأسعار إلى تدعيم الانضباط المالي لصناعة النفط، ولكن الاختبار الحقيقي قد يكون في طريقه، إذا ما استمر تراجع الأسعار، بعد أن انخفض خام "برنت" بنسبة 30% منذ بلوغ ذروته هذا العام في أكتوبر الماضي عند 86 دولار، كما انخفض "نايمكس" إلى أقل من 50 دولار من 76 دولارًا.
تعتمد الشركات العالمية الكبرى على خام "برنت" كمرجع سعري في خططها الاستراتيجية، ومع تراجعه انخفاضه إلى 60 دولار للبرميل فإنه يظل عند مستوى يمكن الشركات من تحقيق أرباح جيدة، مما يساعدها على الحفاظ على خططها دون تغيرات كبيرة.
ولكن في حال استمرار هبوط الأسعار إلى أقل من 60 دولارًا، فقد تواجه صناعة النفط بشكل عام صعوبة في توليد ما يكفي من السيولة لتغطية الالتزامات المالية بالكامل، بحسب "وود ماكينزي"، فإنه مع وصول الأسعار إلى 55 دولارًا للبرميل، سيبدأ العديد من الشركات تسجيل تدفقات نقدية سالبة، أما الانخفاض إلى 30 دولارًا فيعني أن البيئة ستكون مليئة بالتحديات.
حتى إذا استمرت الأسعار عند 60 دولارًا للبرميل، فإن الشركات الكبرى تواجه مأزقًا للحفاظ على الإنتاج أو زيادته سيحتاجون إلى مواصلة الاستثمار في المشاريع الجديدة، لكن التقلبات التي تصيب الأسعار يخلق مزيدًا من الحذر حول الموافقة على المشروعات الكبيرة المكلفة.
ومن جانبها، قالت "باتريشيا يارينجتون" المديرة المالية لشركة "شيفرون"، إن البعض يعتقد أن التاريخ سيشكل مستقبلنا، وهذا ليس صحيح، ولكن في الواقع لدينا إمكانات نمو لكن ستكون بمعدل إنفاق أقل بكثير.