Investing.com - تشهد دولة فرنسا خلال الفترة الحالية الكثير من الاضطرابات والقلق والمظاهرات الكثيفة من قبل الشعب الفرنسي، غضباً منه على قرارات الرئيس الفرنسي "ماكرون" من رفع الضرائب وارتفاع مستوى المعيشة على المواطنين.
وتعتبر هذه الاضطرابات هي الأسوأ منذ عام 1968، ومع استمرار الأزمة وكثرة الاحتجاجات من قبل المتظاهرين الفرنسيين، فقد أمر الرئيس الفرنسي "ماكرون" في البداية قوات الأمن بصد هذه المظاهرات، ولكن بعد تفاقم تلك الأزمة بدأ بتهدئه الوضع، والذي ظهر من خلال تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي.
وبسبب الاحتجاجات القوية التي شهدتها العاصمة الفرنسية منذ بداية الشهر الجاري، فقد أشار المحللين أنها هذه الأزمة قد تعطل "ماكرون" من خططه الضريبية، حيث قام بالتفاوض مع ممثلي النقابات العمالية وأصحاب العمل لتهدئه الوضع، كما تعهد بخفض المعدل الضريبي الذي يشكل عبئاً كبيراً على المواطنين الفرنسيين.
وكان السبب وراء هذه الاحتجاجات هي قرارات "ماكرون" بفرض الضرائب على البنزين بنحو 8 % خلال العام الجاري، ومن المقرر أن ترتفع بنحو 6.5 % خلال العام القادم، وبالفعل أعلنت الحكومة الفرنسية عن تأجيل الزيادة المقررة في أسعار البنزين، ولكن مع هذا الأمر فلم يهدأ الشارع الفرنسي بعد.
ومن ناحية أخرى فقد أوضح المشهد أن تلك الاحتجاجات لم تأتي بسبب غضب الشعب من زيادة الضرائب على أسعار البنزين فقط، بل أن المتظاهرين قد قاموا بطرح قائمة تضم 40 مطلباً يرغبون في تنفيذه من قبل الحكومة الفرنسية في أسرع وقت، وذلك حتى يتم السيطرة على غضب المتظاهرين الفرنسيين خلال الأيام المقبلة.
وتوضح البيانات بحسب موقع "نيويورك تايمز" أن متوسط الدخل الشهري للمواطن الفرنسي يبلغ نحو 1700 يور، ولكن الدولة تعاني من فجوة كبيرة حيث هناك طبقة غنية للغاية وطبقة أخرى فقيرة وأشد فقراً، حيث تبلغ طبقة الأغنياء نحو 20 % من إجمالي المواطنين الفرنسيين، وتحصل هذه الفئة على راتب أعلى بنحو 5 أضعاف من الطبقة الأكثر فقراً والتي تمثل نحو 20 % أيضاً من إجمالي المواطنين الفرنسيين.
وتعتبر فرنسا واحدة من أعلى دول العالم في معدلات الضريبة على الدخل، الأمر الذي ترتب عليه انخفاض نسبة الشراء من قبل المواطنين في فرنسا خلال العام الماضي بنحو 5 %، وبالتزامن مع اشتعال فتيل الاحتجاجات في فرنسا أعلنت أسبانيا خلال الأسبوع الماضي ارتفاع الحد الأدنى للأجور بنحو 22 % وهي أعلى نسبة وصلت إليها مدريد منذ عام 1977، وذلك خوفاً من انتقال المظاهرات إلى العاصمة المدريدية.