Investing.com - سجلت أسواق النفط العالمية مكاسب بلغت نسبتها 15 % منذ بداية العام الجاري وحتى الآن، وذلك على الرغم من أن أيام عمل الأسواق العالمية خلال تلك الفترة لا تتعدى أصابع اليدين.
وجاء هذا الارتفاع بدعم من نمو أسواق الأسهم العالمية، بالإضافة إلى حالة التفاؤل بخصوص التوصل لإتفاق لإنهاء الحرب التجارية القائمة بين الولايات المتحدة والصين، وذلك فضلاً عن البدء في تنفيذ اتفاقية خفض الانتاج التي أقرتها منظمة أوبك العالمية بالتعاون مع بعض حلفائها المستقلين.
ومن ناحية أخرى فقد صعد خام برنت بنسبة 14.2 % منذ بداية عام 2019، ليصل إلى نحو 61.44 دولار للبرميل خلال نهاية تعاملات يوم الأربعاء الماضي، وذلك بالمقارنة مع مستوى 53.80 دولار للبرميل الذي تم تسجيله خلال نهاية جلسات عام 2018 الماضي.
أما بالنسبة لخام نايمكس الأمريكي فقد وصل سعر البرميل الواحد منه خلال جلسة يوم الأربعاء الماضي إلى مستوى 52.36 دولار، مرتفعاً بنسبة 15.3 %، وذلك بالمقارنة مستوى 45.41 دولار للبرميل الذي كان قد سجله الخام في أواخر عام 2018 الماضي.
وفي ذات الوقت، فإن قرار أوبك بخفض الإنتاج بنحو 1.2 مليون برميل يومياً جاء بهدف دعم الأسعار وكبح وفرة المعروض النفطي والوصول إلى حالة من التوازن، حيث أن هذا القرار قد دخل حيز التنفيذ منذ بداية العام الجاري 2019.
وسوف تقوم منظمة الدول المصدرة للنفط بتقييم قرارها في شهر أبريل القادم على حسب وضع السوق بعد قرار خفض الإنتاج.
وخلال ديسمبر الماضي وصل حجم الانتاج النفضي لدى أعضاء منظمة أوبك إلى حوالي 32.43 مليون برميل يومياً، منخفضاً بنحو 630 ألف برميل يومياً، وذلك بالمقارنة مع أرقام شهر نوفمبر الماضي، حيث تصدرت السعودية قائمة أكثر دول المنظمة خفضاً للانتاج اليومي بنحو 401 ألف برميل، وذلك وفقاً لمسح جديد.
وكان حجم الإنتاج النفطي لدى منظمة أوبك العالمية قد سجل انخفاضاً خلال شهر نوفمبر الماضي بنحو 11 ألف برميل يومياً وسط تراجعات حادة للصادرات النفطية الإيرانية، وذلك وفقاً لأحدث تقارير المنظمة العالمية.
وتحرص المملكة العربية السعودية خلال الوقت الحالي على خفض معدل إنتاجها من النفط بحوالي800 ألف برميل يومياً، مقارنة بالمعدلات اليومية الضخمة التي كانت تضخها خلال شهر نوفمبر السابق، ليصل إجمالي ما تضخه الرياض إلى حوالي 10.2 مليون برميل يومياً، وذلك تنفيذاً للقرار المتخذ بشأن خفض معدلات الانتاج النفطية، وهذا بحسب ما أكده السيد "خالد الفالح" الذي يشغل منصب وزير الطاقة بالمملكة العرببية السعودية.
هذا، وقد أعلنت روسيا خططاً لتقليل معدلات إنتاجها النفطية بمقدار يتراوح بين 50 و 60 ألف برميل يومياً كحد أدنى، وذلك بداية من شهر يناير الجاري.
ومن جهة أخرى، فإن منظمة أوبك العالمية قد اتخذت قراراً بشأن خفض تقديرات نمو الطلب العالمي على الخام بنحو 4 مرات خلال العام الماضي، ليصل إلى نحو 1.50 و 1.29 مليون برميل يومياُ خلال عامي 2018 و 2019 على التوالي.
وشهد معدل انتاج الولايات المتحدة من النفط استقراراً عند مستوى 11.700 مليون برميل كل يوم، وذلك خلال الأسبوع السابق والمنتهي في 4 يناير، وهذا بحسب ما جاء في التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
وانخفضت المخزونات الأمريكية من النفط بحوالي 1.7 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، وذلك على عكس التوقعات التي كانت تلفت إلى تراجع بنحو 2.8 مليون برميل.
بينما سجلت المخزونات الأمريكية من البنزين ارتفاعا بنحو 8.1 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، وذلك مقارنة بتوقعات كانت تشير إلى ارتفاعا بنحو 3.4 مليون برميل.
ويحذر "ستيفن برينوك" الذي يعمل محللاً لدى "بي في إم أويل" من أن الفشل في التوصل لإتفاق حقيقي بين كلا من الصين والولايات المتحدة سيلعب دوراً في تغيير المعنويات لدى المستثمرين.
وقلص بنك "جولدمان ساكس " تقديراته بشأن أسعار خامي برنت ونايمكس خلال العام الحالي إلى نحو 62.50 و 55.50 دولار للبرميل، على عكس التقديرات الماضية التي كانت عند مستويات 70 و64.50 دولار للبرميل على الترتيب.
وسيطر على بنك "جي بي مورجان " نظرة متشائمة بخصوص أسعار النفط إن لم تقم أوبك وحلفاؤها بالالتزام بتعهدات تقليل إنتاج النفط، حيث أنه قد توقع أن سعر البرميل الواحد من خام برنت سيسجل حوالي 55 دولار خلال الوقت الحالي.