- Investing.com تُشكل الحملة التي شنها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لتقويض النظام الحاكم في فنزويلا، تهديد قوي لإمدادات النفط الخام الثقيل الذي تحتاج إليه مصافي الولايات المتحدة لإنتاج وقود الطائرات والبنزين والديزل.
ففي حال ارتفاع الأسعار ردًا على العقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية على حكومة فنزويلا وشركة النفط التابعة لها "بي دي في إس إيه"، فإن وزارة الطاقة الأمريكية ربما تضطر إلى استهلاك جزء من الاحتياطي الاستراتيجي من النفط الخام، لتخفيف حدة هذا الأثر.
خلال الفترة الأخيرة، كشفت تقارير بأن حكومة "ترامب" تفكر في اقتفاء أثر الحكومات السابقة التي لجأت إلى استهلاك جزء من المخزون الاحتياطي خلال فترة الصدمات النفطية، إلا أن أغلب المحللين أكدوا أن هذه الخطوة لن يكون لها تأثير كبير في تخفيف النقص المحتمل في الإمدادات، خصوصًا على المدى البعيد.
تكمن المشكلة في أنه ليس كل النفط الخام واحد، فكل منطقة تنتج درجة معينة من الخام، فنزويلا مثلًا تنتج الخام الكثيف والثقيل، الذي يصعب نقله من خلال خطوط الأنابيب، على عكس الخام الخفيف الذي يتم إنتاجه في ولاية "تكساس" الأمريكية.
أغلب الاحتياطي الاستراتيجي يتكون من خام أخف مما تصدره فنزويلا إلى الولايات المتحدة، ولم يتم تهيأة مصافي ساحل خليج المكسيك لمعالجة مثل هذه النوعية من الخام.
تقوم مصافي الولايات المتحدة الآن بخلط الخام الخفيف مع الخام الثقيل المستورد من المملكة العربية السعودية وكندا والمكسيك وفنزويلا، ولا يمكنها أن تتحول بسرعة بعيدًا عن هذه الطريقة، مع تراجع إمدادات الخام الثقيل، وبالرغم من أن بعض المصافي قد يستهلك الخام المتوسط المخزن ضمن الاحتياطي الاستراتيجي، إلا أنه من غير المحتمل أن يساعدها ذلك في العمل بأقصى طاقة لديها.
يرى المحللون أن اعتماد الولايات المتحدة على مخزونها الاستراتيجي، سيؤدي إلى تخفيف الضغوط على سوق النفط على المدى القريب فقط، لأنه لا يحتوي على الكثير من الخام الثقيل، وهذا يعني عودة الأسعار للارتفاع مجددًا بعد فترة صغيرة.
المشكلة الأساسية هي أن المصادر المثالية للحصول على الخام الثقيل تواجه صعوبة كبيرة في زيادة ضخ النفط، فالمكسيك تعاني تراجعًا قد يستمر لأشهر وربما لسنوات، قبل التحول للارتفاع، كما تعاني كندا من نقص خطوط الأنابيب اللازمة لنقل إنتاجها إلى ساحل الخليج الأمريكي، تزامنًا مع قرار منظمة "أوبك" بخفض الإنتاج.
ومن جانبه، نصح "دان إبراهارت" الرئيس التنفيذي لشركة الخدمات النفطية "كاناري"، بالنظر في خطوط أخرى مثل استيراد المزيد من الإمدادات الكندية، و تطوير البنية التحتية للطاقة في الولايات المتحدة لرفع قدرتها على معالجة الخام المحلي، بدلًا من استهلاك الاحتياطي الاستراتيجي.