Investing.com - قال السيد "طوماس شيلينج" الفائز بجائزة نوبل في الاقتصاد أن الكثير من الأشخاص حول العالم يتصرفون تقريباً بشكل نمطي، وذلك في حالة معرفتهم بأن هناك أشخاص آخرين يفعلون نفس الأشياء.
مضيفاً أنه في حالة تعرض الاقتصاد العالمي لأزمة مالية فبالتأكيد أن اقتصادات الكثير من الدول ستواجه الكثير من المصاعب والعقبات، ومن ثم فإن المستثمرون سيتجهون إلى بيع أصولهم في صورة ملاذات آمنة.
وأوضح "شيلينج" أن من ضمن الملاذات الآمنة الموجودة في العالم هو الدولار الأمريكي، ولكن في ظل الأزمات والضغوط التي تواجهها أمريكا في الوقت الحالي فقد يلجأ الأشخاص إلى المعدن النفيس "الذهب".
ويرى الكثير من المستثمرين حول العالم أن الذهب من أهم الملاذات الآمنة الموجودة في العالم، وعلى الرغم من التقلبات الموجودة في أسواق الذهب إلا أنه يعتبر بمثابة تحوط في حالات التضخم.
وفي حالة اعتبار اليورو من ضمن الملاذات الآمنة الموجودة فهناك الكثير من العقبات التي تقف أمام هذا الأمر في منطقة اليورو منها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والذي يشكل عائقاً كبيراً لمعظم دول المنطقة.
ومن ضمن الملاذات الآمنة الأخرى هو الين الياباني، حيث أن القيمة الإجمالية للأصول الأجنبية اليابانية لجميع الأشخاص اليابانيون المقيمون في الخارج تبلغ نحو 3 تريليون دولار، أي ما يمثل نحو 60% من إجمالي الناتج المحلي السنوي.
وأشارت البيانات إلى أنه في حالة حدوث أزمات مالية كبيرة فقد يتجه الكثير من الأشخاص والمستثمرين إلى الدولار الأمريكي، وذلك مثلما حدث خلال الأزمة المالية 2008 والتي شهد خلالها الدولار ارتفاعاً كبيراً، بسبب زيادة عمليات الاقتراض بالدولار الأمريكي.
وفي الوقت الحالي لا يزال الدولار الأمريكي أساساً للاحتياطات النقدية في البنوك المركزية العالمية، ليتفوق على عدد من العملات مثل الين الياباني والفرنك واليورو والجنيه الإسترليني.
وخلال الفترة التي ترأس فيها "دونالد ترمب" رئاسة الولايات المتحدة فقد تراجعت حصة الدولار الأمريكي في البنوك المركزية على مستوى العالم إلى مستويات أقل من 62 % بعدما كانت عند 65% .
والجدير بالذكر أن الدولار الأمريكي يلعب دوراً كبيراً في حركة التجارة والمال، الأمر الذي يعمل على تمكن أمريكا من فرض عقوبات اقتصادية على أي دولة أو شخص في العالم.
وفي عام 2018 الماضي ارتفع صافي مشتريات البنوك المركزية من الذهب بنسبة 72 %، وهي تعتبر أعلى نسبة منذ عام 1971 التي شهدت على إعلان الرئيس الأمريكي السابق "ريتشارد نيكسون" عن إلغاء ربط الدولار الأمريكي بمعدن الذهب.