فيينا، أول يناير/كانون ثان (إفي): انهت اسعار النفط عام 2010 بالارتفاع وتجاوزت حاجز 90 دولار للبرميل بسبب موجة الصقيع في نصف الكرة الشمالي وضعف الدولار والأمل في تعافي الاقتصاد.
وأفادت تقديرات مؤسسة (جي بي سي) الاستشارية ومقرها فيينا بان متوسط اسعار النفط في عام 2010 زاد بنحو 28% مقارنة بعام 2009 حتى وصل إلى 80 دولار، ما يمثل ثاني اعلى قيمة سنوية في التاريخ بعد بلوغه 100 دولار عام 2008.
وانهى برميل خام برنت الاوروبي في بورصة لندن جلسة الجمعة عند 94.75 دولار، بزيادة بقيمة 1.66 دولار عن الجلسة السابقة، بينما انهى برميل خام تكساس الامريكي جلسته في بورصة نيويورك عند 91.38 دولار في ارتفاع بنسبة 1.7% عن الجلسة السابقة.
وأفادت وزارة الطاقة والنفط الفنزويلية في بيان "انهى متوسط اسعار انواع النفط الخام الرئيسية العام بالارتفاع بسبب زيادة اسعار المنتجات المكررة بسبب موجة الصقيع التي تضرب نصف الكرة الشمالي".
ويعد انخفاض قيمة الدولار امام اليورو وعملات اخرى سببا اخرا ادي إلى ارتفاع اسعار "الذهب الاسود" ومواد خام اخرى يتم التعامل فيها بالعملة الامريكية.
ويرى عدد من المراقبين انه ازاء المخاوف من مشكلات ديون دول منطقة اليورو، فان الكثير يتوقعون ان تظل "العملة الخضراء" ضعيقة امام العملة الاوروبية الموحدة، وهو ما يمكن ان يؤدي إلى ارتفاع سعر برميل النفط إلى 100 دولار في العام المقبل.
ويضاف إلى ذلك، سياسة منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) التي ابقت للعام الثاني على التوالي على اكبر انخفاض في عرض النفط منذ الـ50 عاما على تأسيسها والذي اتفق عليه في ديسمبر/كانون أول من عام 2008 للحد من انخفاض الاسعار.
وأقرت أوبك في اجتماعها الاخير الذي عقد في 11 من الشهر الماضي في كيتو بالاكوادور حصة الانتاج المخفضة والسارية منذ أول يناير/كانون ثان من عام 2009 وحددت موعدا لاجتماعها المقبل في يونيو/حزيران من عام 2011 في إشارة إلى الاسواق بانه من غير المتوقع تعديل حصة انتاجها خلال النصف الاول من العام الجاري.
واستبعدت إيران التي تتولى اعتبارا من اليوم الرئاسة الدورية والسنوية للمنظمة خلفا للإكوادور عقد اجتماع طارئ قبل اجتماع يونيو/حزيران القادم.
واستبعد مندوب إيران لدى (أوبك)، محمد على خطيبي، الاحد الماضي دعوة المنظمة لعقد اجتماع طارئ، لان سوق النفط يمر بمرحلة استقرار، على حد قوله.
وشدد المسئول الإيراني، في تصريحات نقلتها وكالة (شانا) المحلية للطاقة، على امكانية وصول سعر برميل النفط إلى 100 دولار في وقت قريب.
وذكر "يبدو لي غير ممكنا ان تعقد أوبك اجتماعا طارئا. يوجد توازن بين العرض والطلب. نرحب بوصول سعر النفط إلى 100 دولار للبرميل".
وأكد خطيبي ان "موجة الصقيع غير المسبوقة التي تعاني منها أوروبا والولايات المتحدة والصين وزيادة الطلب بسبب العطلات" تسببت في تخطي سعر برميل النفط في الايام الاخيرة إلى حاجز 90 دولار.
ومع ذلك، فقد حذر محللو مؤسسة (جي بي سي) الاستشارية من ان المشهد الاقتصادي ملئ بالشكوك، كما أوضح أوليفر بلانشارد كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي انه في عام 2011 سيتواصل تعافي اقتصادي على سرعتين، وهو ما يعني وقوع نمو ضعيف في الدول المتقدمة ونمو كبير في الدول الصاعدة.
وذكرت المؤسسة الاستشارية في تحليل لسوق الطاقة الاسبوع الجاري "بعض الانباء الاقتصادية الايجابية من الولايات المتحدة مثل خفض البطالة لا يتعين ان تخفي هشاشة التعافي الاقتصادي العالمي".
وأوضح المحللون أيضا أن اسعار مرتفعة للنفط يمكن أن تتسبب في تباطؤ أكبر للخروج من الأزمة.(إفي)