يتصارع منتجو البتروكيماويات في جميع أنحاء أوروبا وآسيا مع بيئة السوق الصعبة بسبب وفرة المعروض من الصين وارتفاع تكاليف الطاقة وهوامش الربح المنخفضة للعام الثاني على التوالي.
وقد دفع هذا الوضع الشركات إلى اتخاذ تدابير مثل بيع الأصول، وإغلاق المصانع القديمة، وإعادة تجهيز المنشآت لاستخدام مواد خام أرخص مثل الإيثان بدلاً من النفتا.
تراقب صناعة النفط العالمية، التي تتطلع إلى البتروكيماويات للحفاظ على الأرباح مع انخفاض الطلب على وقود النقل، هذا القطاع عن كثب. وفي ظل استمرار تشغيل المصانع الجديدة في الشرق الأوسط والصين، من المتوقع أن تستمر مشكلة فائض المعروض، مما قد يؤدي إلى تعرض حوالي 24% من الطاقة الإنتاجية العالمية للبتروكيماويات لخطر الإغلاق بحلول عام 2028، وفقًا لشركة الاستشارات وود ماكنزي.
في آسيا، يواجه منتجو البتروكيماويات التوقعات الأكثر حدة. فقد أغلقت شركة فورموزا للبتروكيماويات التايوانية اثنين من وحدات تكسير النفتا لمدة عام، كما أبقت شركة PRefChem الماليزية، وهي مشروع مشترك بين بتروناس وأرامكو السعودية (TADAWUL:2222)، وحدة التكسير الخاصة بها متوقفة عن العمل منذ وقت سابق من هذا العام.
وعلى الرغم من تعرضها للخسائر، إلا أن المنتجين في كوريا الجنوبية وماليزيا يحافظون على معدلات تشغيل عالية بسبب الطبيعة المتكاملة لمصانعهم مع مصافي النفط، مما يعقد من إمكانية دمج أو إغلاق وحدات البتروكيماويات.
ومن المتوقع أن تتحول هوامش إنتاج البروبيلين الآسيوي إلى سلبية هذا العام، حيث من المتوقع أن يبلغ متوسط الخسائر حوالي 20 دولارًا للطن المتري. من ناحية أخرى، من المتوقع أن تتحسن هوامش الربح الأوروبية بشكل طفيف عن العام الماضي لتقترب من 300 دولار للطن في عام 2024، على الرغم من أن هذا لا يزال أقل بنسبة 30% من مستويات العامين السابقين.
في المقابل، من المتوقع أن ترتفع هوامش البروبيلين في الولايات المتحدة بنسبة 25% لتصل إلى حوالي 450 دولارًا للطن في عام 2024، حيث يستفيد المنتجون الأمريكيون من وفرة المعروض من المواد الأولية المحلية المستمدة من سوائل الغاز الطبيعي الرخيصة.
ولمواجهة هذه التحديات، تبحث الشركات الآسيوية عن أسواق جديدة مثل الهند وإندونيسيا وفيتنام لتصريف فائض الإمدادات. وسلّط نافانيت نارايان، الرئيس التنفيذي لشركة "هالديا" الهندية للبتروكيماويات، الضوء على الهند باعتبارها واحدة من أكثر الأسواق العالمية جاذبية بسبب قلة الإضافات في طاقتها الإنتاجية والطلب المتزايد على البوليمرات والمواد الكيميائية.
بالإضافة إلى ذلك، يغامر صانعو البتروكيماويات اليابانيون والكوريون الجنوبيون في مشاريع متخصصة تهدف إلى إنتاج مواد بلاستيكية منخفضة الكربون وقابلة لإعادة التدوير للاستفادة من الطلب المتزايد على المنتجات الأكثر مراعاة للبيئة.
وفي أوروبا، تتسارع جهود الاندماج في أوروبا. فقد أعلنت الشركة العربية السعودية للصناعات الأساسية (سابك (TADAWUL:2010)) وشركة إكسون موبيل (NYSE:XOM) عن خطط لإغلاق بعض المصانع بسبب ارتفاع التكاليف.
كما تعمل سابك أيضًا على إعادة تجهيز منشآتها في أوروبا والمملكة المتحدة لمعالجة المزيد من الإيثان، وهو أرخص من النافثا. ويأتي التحول إلى الإيثان استجابةً لارتفاع تكاليف الطاقة والإنتاج وضعف الطلب في المنطقة.
وأخيرًا، تستكشف ليونديلبيسيل، التي باعت أصولها البتروكيماوية في الولايات المتحدة في مايو/أيار، خيارات مختلفة في أوروبا. وذكر متحدث باسم الشركة أنه من المتوقع أن تظل ظروف السوق في أوروبا صعبة على المدى الطويل.
ساهمت رويترز في هذا المقال.تم ترجمة هذه المقالة بمساعدة برنامج ذكاء اصطناعي بعد مراجعة أحد المحررين.. لمزيد من التفاصيل يُرجى الرجوع للشروط والأحكام الخاصة بنها