يوم جديد يهل علينا في الولايات المتحدة الأمريكية عزيزي القارئ، حيث انخفضنخفض مؤشر الداو جونز الصناعي في تعاملاته الآجلة بواقع 96 نقطة، أي 0.8 بالمئة ليصل إلى مستويات 11828 نقطة، بينما انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في تعاملاته الآجلة بواقع 1.1 بالمئة ليصل إلى مستويات 1239.2 نقطة، (البيانات مسجلة في تمام الساعة 10:16 بتوقيت لندن)، ليعزى هذا الارتفاع إلى قيام البنك المركزي الأوروبي بشراء سندات حكومية إيطالية، في مسعى منه لتهدئة الأسواق المالية.
هذا وقد أغلقت الأسهم الأمريكية يوم أمس بانخفاض شديد تجاوز 3.5 بالمئة، وذلك في ظل حالة التشاؤم التي اعتلت سماء الأسواق المالية يوم أمس الأربعاء، حيث تشكلت تلك الحالة إثر قيام المستثمرين بموجة بيوع كبيرة بسبب المخاوف المتعلقة بإيطاليا، عقب ارتفاع عائدات سندات الديون الإيطالية (لأجل 10 أعوام) ارتفعت اليوم لتضرب مستويات قياسية عند 6.8 بالمئة، علماً بأن تلك النسبة تعد أعلى نسبة فائدة على الدين منذ البدء باستخدام العملة الأوروبية الموحدة (اليورو)، أي منذ العام 1999 م، وذلك بسبب التوتر السياسي الذي تشهده البلاد، لتعطي تلك البيانات قراءة للمستثمرين بأن الأزمة الأوروبية تشهد المزيد من السوء، الأمر الذي أبعد المستثمرين عن المخاطرة.
تلك البيانات وجهت المستثمرين في تداولاتهم يوم أمس نحو العملات ذات العائد المتدني، مبتعدين عن العملات ذات العائد المرتفع والأسهم بشكل رئيس هذا إلى جانب ابتعادهم عن السلع الأساسية، في حين ينتظر المستثمرون اليوم صدور بيانات عن الولايات المتحدة الأمريكية تتراوح ما بين منخفضة إلى عالية التأثير على الأسواق، حيث سنشهد اليوم صدور مؤشر أسعار الواردات في الولايات المتحدة الأمريكية، وبيانات الميزان التجاري الأمريكي، ناهيك عن صدور بيانات طلبات الإعانة وميزانية الخزينة الشهرية.
وتشير التوقعات إلى أن مؤشر أسعار الواردات سينخفض على الصعيد الشهري في قراءة شهر تشرين الأول/أكتوبر ليستقر عند القراءة الصفرية، بالمقارنة مع الارتفاع السابق والذي بلغ 0.3%، أما على الصعيد السنوي، فتشير التوقعات إلى أن المؤشر سيرتفع بنسبة 11.8%، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت ارتفاعاً بنسبة 13.4 بالمئة.
كما وسيحمل لنا الاقتصاد الأمريكي اليوم في طياته تقرير الميزان التجاري الأمريكي والخاص بشهر أيلول/سبتمبر، حيث تشير التوقعات إلى أن عجز الميزان توسع في تلك الفترة ليصل إلى 46.0 مليار دولار أمريكي، بالمقارنة مع العجز السابق والذي بلغ 45.6 مليار دولار أمريكي، عقب نجاح الدولار الأمريكي في توسيع أرباحه والتربع على عرش العملات الرئيسية خلال أيلول/سبتمبر.
حيث ارتفع مؤشر الدولار والذي يقيس أداء الدولار مقابل ست عملات رئيسية بما فيها اليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني خلال أيلول/سبتمبر ليصل إلى مستويات 78.80 منذ افتتاح تداولاته عند مستويات 74.20 محققا أعلى مستوى له خلال الشهر عند 78.86 وأدنى مستوى له خلال الشهر عند مستويات 74.15، مما أسهم بشكل رئيس في توسع ذلك العجز، وبالأخص وسط ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي، الأمر الذي يقود المستهلكين إلى التوجه نحو البضائع الأجنبية نظراً لكونها أرخص من مثيلتها الأمريكية، فقط بسبب ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي.
وبالعودة إلى الحديث عن أسعار الواردات، فإن ارتفاع أسعار النفط خلال تشرين الأول/أكتوبر إلى مستويات 92 دولار أمريكي للبرميل وانخفاض قيمة الدولار الأمريكي خلال الفترة ذاتها قادت على الأرجح ارتفاع أسعار الواردات أو السلع المستوردة في الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك فمن المتوقع أن نشهد ارتفاع مؤشر أسعار الواردات اليوم وبأعلى من التوقعات.
كما وسيشهد الاقتصاد الأمريكي اليوم صدور بيانات أسبوعية، تصدر بشكل دوري عن قطاع العمل الأمريكي، وبصفتها تصدر بشكل أسبوعي فهي شديدة التأرجح والتقلب، حيث سيصدر عن وزارة العمل الأمريكية اليوم قراءة مؤشر طلبات الإعانة للأسبوع المنتهي في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر، لتشير التوقعات إلى أن وتيرة تقديم الطلبات ارتفعت لتصل إلى 400 ألف طلب، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 397 ألف طلب، أما طلبات الإعانة المستمرة للأسبوع المنتهي في التاسع والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر، فمن المتوقع أن تنخفض بشكل طفيف لتصل إلى 3680 الف طلب، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 3683 ألف طلب.
وتقف معدلات البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية عند أعلى مستوى لها في أكثر من 25 عام عند 9.0%، حيث تقف معدلات البطالة ضمن الاقتصاد الأمريكي كالشوكة في حلق عجلة التعافي والانتعاش، ولا بد لنا من الإشارة إلى أننا لن نشهد تقدماً قوياً في عجلة التعافي والانتعاش الأمريكية، ما لم يتم السيطرة على مستويات البطالة المرتفعة.
وفي النهاية فقد ارتفعت أسعار عقود النفط عقب القوة التي اكتسبها الدولار الأمريكي في أسواق العملات في ظل إقبال المستثمرين على المخاطرة في تداولات اليوم، حيث وصل سعر النفط الخام الأمريكي إلى 96.74 دولار للبرميل عقب افتتاح تداولاته على سعر 95.64 دولار للبرميل محققاً أعلى مستوياته عند 97.10 دولار للبرميل وأدناها عند 95.19 دولار للبرميل، في حين انخفض الذهب ليصل إلى 1766.15 دولار للأونصة بالمقارنة مع مستويات الافتتاح والتي بلغت 1771.18 دولار للأونصة محققاً أعلى مستوياته عند 1772.93 دولار للأونصة وأدناها عند 1753.68 دولار للأونصة، وذلك بسبب إعلان البنك المركزي الأوروبي عن قيامه بشراء سندات حكومية إيطالية.