من أليكس لولر ورانيا الجمل
فيينا (رويترز) - اختتمت السعودية وفنزويلا عضوا منظمة أوبك وروسيا والمكسيك المنتجان للنفط محادثاتهم يوم الثلاثاء دون الاتفاق على كيفية معالجة تخمة المعروض المتزايدة ولم يتعهد أحد من المشاركين في الاجتماع بخفض الإنتاج رغم هبوط الأسعار.
ونزلت أسعار النفط عقب الاجتماع. وبنهاية التعامل سجل سعر العقود الآجلة لمزيج النفط الخام برنت عند التسوية 78.33 دولار للبرميل منخفضا 1.35 دولار أو 1.69 في المائة. وانخفض سعر عقود النفط الخام الأمريكي الخفيف عند التسوية 1.69 دولار أو 2.23 في المائة إلى 74.09 دولار للبرميل.
وفي يوم شهد جهودا دبلوماسية مكوكية قبل الاجتماع المهم لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في فيينا يوم الخميس توجه مسؤولون من قطاع الطاقة في المكسيك وروسيا غير العضوين في المنظمة إلى العاصمة النمساوية لحث السعودية أكبر منتجي المنظمة على دعم الأسعار التي نزلت 30 بالمئة منذ يونيو حزيران.
وتركت السعودية السوق في حيرة بخصوص رد فعلها على هبوط أسعار الخام لكن اجتماع اليوم أثار تكهنات وبعث آمالا في بعض الأوساط بأن الرياض تدرس دعم خفض منسق للإنتاج يشارك فيه منتجون من خارج أوبك.
وقال وزير الخارجية الفنزويلي رفاييل راميريز للصحفيين بعد الاجتماع إن جميع الأطراف اتفقت على أن الأسعار الحالية "ليست جيدة" للدول المنتجة لكن لم يتم تنسيق تخفيضات للإنتاج يوم الثلاثاء.
وقال راميريز الذي كان وزيرا للنفط ورئيسا لشركة بي.دي.في.إس.إيه النفطية الحكومية حتى وقت قريب "ناقشنا الوضع في السوق وتبادلنا وجهات النظر. ينبغي لنا أن نواصل المباحثات و(من ثم) اتفقنا على الاجتماع مجددا خلال ثلاثة أشهر."
وأضاف أن فنزويلا - وهي من أشد المنادين بدعم الأسعار - ستسعى إلى التوصل لاتفاق داخل أوبك بخصوص الإنتاج يوم الخميس.
ووصل ايجور سيتشين رئيس شركة روسنفت الروسية العملاقة المملوكة للدولة وأحد الحلفاء المقربين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى فيينا يوم الثلاثاء وسط تلميحات بأن موسكو قد تخفض الإنتاج أو الصادرات إذا ما فعلت أوبك الشيء نفسه. وحضر وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك أيضا اجتماع البلدان الأربعة.
وقال سيتشين إن بلاده لا يمكنها خفض مستويات الإنتاج على الفور لأسباب خاصة بقطاع النفط الروسي لكنها قد تقللها في الأمد المتوسط أو البعيد.
وذكر سيتشين أكبر مسؤول بقطاع النفط الروسي في بيان أن روسيا لا تعاني كثيرا من الهبوط الذي شهدته أسعار النفط في الآونة الأخيرة. غير أنه أضاف أن نزول أسعار الخام قد يؤدي إلى تأجيل بعض المشروعات التي تتطلب روؤس أموال كبيرة.
وقال سيتشين حسبما ورد في بيان اصدرته روسنفت "أود أن أؤكد أن أسعار النفط الحالية ليست خطيرة علينا فيمكننا تأجيل بعض المشروعات التي تتطلب روؤس أموال كبيرة."
وقال مشيرا فيما يبدو إلى احتمال هبوط الإنتاج على الأمد الطويل في البلدان التي ترتفع فيها تكاليف الإنتاج ومنها بعض المشروعات في الولايات المتحدة "ما سيحدث قطعا هو أنه (انخفاض الأسعار) سيكون له أثر على المعروض العالمي من النفط."
وغادر وزير الطاقة المكسيكي بيدرو جواكين كولدويل الاجتماع قبل المشاركين الآخرين دون إصدار أي بيانات.
وينقسم مراقبو سوق النفط بشأن النتيجة المتوقعة لاجتماع أوبك في العاصمة النمساوية يوم الخميس إذ تتباين التوقعات بين خفض كبير يدعم الأسعار وخفض بسيط وصولا إلى الإبقاء على الإنتاج عند مستواه الحالي.
وقال وزير الطاقة الجزائري يوسف اليوسفي لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية يوم الثلاثاء إن المنظمة ستسعى لإيجاد "طريقة توافقية" لتحقيق الاستقرار في سوق النفط ولم يخض في مزيد من التفاصيل.
وفي فيينا تجاهل وزير البترول السعودي علي النعيمي أسئلة الصحفيين عن أسعار النفط وفائض المعروض يومي الاثنين والثلاثاء.
وقال "هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها السوق فائضا في المعروض."
ولم يتحدث النعيمي مع الصحفيين بعد اجتماع يوم الثلاثاء.
ونقلت صحيفة كوميرسانت الروسية عن مصادر قولها يوم الاثنين إن روسيا قد تقترح خفص إنتاجها نحو 300 ألف برميل يوميا العام المقبل وان موسكو تتوقع أن تخفض أوبك انتاجها 1.4 مليون برميل يوميا.
وموافقة روسيا على خفض الإنتاج تعني مساندتها للصقور في أوبك مثل فنزويلا الذين يضغطون بشدة على السعودية لخفض الانتاج.
وتوترت العلاقات بين موسكو وأوبك بعد أن تعهدت روسيا بخفض الإنتاج تمشيا مع قرار مماثل لأوبك في مستهل العقد الماضي ولكنها لم تف بتعدها بل وزادت صادراتها.
ويتشكك بعض المحللين بالقطاع في أن تتخذ روسيا أي خطوة كبيرة هذه المرة.
وقال موقع وزارة النفط الإيرانية إن بوتين تحدث مع الرئيس الإيراني حسن روحاني بالهاتف مساء الاثنين واتفقا علي "ضرورة التعاون لصالح أسواق النفط".
ولم يذكر الموقع مصدرا لمعلوماته. ويوم الاثنين أعلن الكرملين أن الرئيسين ناقشا المحادثات النووية مع إيران وقضايا ثنائية ولم يأت على ذكر النفط تحديدا.
(إعداد محمد عبد العال للنشرة العربية)