القاهرة، 9 فبراير/شباط (إفي): دخلت الحركة الاحتجاجية في مصر يومها السادس عشر، للمطالبة بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك، بعد أن شهدت البلاد الثلاثاء مظاهرات مليونية جديدة لتعلن استمرار الحركة ورفضها للإصلاحات التي تجريها الحكومة بقيادة نائب الرئيس عمر سليمان.
واتسع نطاق المظاهرات في ميدان التحرير وامتد إلى البرلمان ومقر رئاسة الحكومة القريبين، حيث حاصرهما آلاف الأشخاص وطالبوا بحل مجلسي الشعب والشورى اللذين وصفوهما "بالمزورين".
وكان المتظاهرون في ميدان التحرير قد أعلنوا عن تنظيم مظاهرات "مليونية" أيام الأحد والثلاثاء والجمعة في إطار ما أطلقوا عليه "أسبوع الصمود"، بالتوازي مع تواصل الاعتصام في الميدان القاهري حتى الاستجابة لمطالبهم وفي مقدمتها تنحي مبارك (83 عاما) عن السلطة.
وبالإضافة إلى تواصل المظاهرات التي داخلت اليوم أسبوعها الثالث في القاهرة، شهدت مدن الإسكندرية والمنصورة والإسماعيلية وسوهاج والفيوم والوادي الجديد والعريش مسيرات احتجاجية حاشدة ضد النظام الحاكم في مصر.
وشهدت أيضا مصر يوم أمس بداية حركة احتجاجية في اماكن العمل في عدد من الشركات والهيئات الحكومية ودور الصحف، مطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية ومحاسبة الفاسدين.
وكان سليمان قد عرض على مبارك ما تم التوصل إليه خلال الحوار الذي أجراه خلال الأيام الماضية مع قوى المعارضة والأطياف السياسية المختلفة في البلاد، بما فيها شباب "25 يناير" وجماعة الإخوان المسلمين.
وقال سليمان أن مبارك أبدى ترحيبه بما تم التوصل إليه، مشيرا إلى أن ما تم الاتفاق عليه بشكل مبدئي "يضع أقدامنا على بداية الطريق الصحيح للخروج من الأزمة"، مشددا على ضرورة مواصلته والانتقال به إلى "خريطة طريق واضحة بجدول زمني محدد" على طريق الانتقال السلمي للسلطة.
وأوضح أن مبارك وقع قرارا جمهوريا بتشكيل اللجنة الدستورية التي ستقوم بالتعديلات الدستورية اللازمة، المتعلقة بنظام الترشح للرئاسة، إلى جانب تشكيل لجنة أخرى تقوم بمتابعة التنفيذ "الأمين" لما تم الاتفاق بشأنه خلال الحوار، مشيرا إلى أن هاتين اللجنتين ستبدآن ممارسة عملهما اعتبارا من اليوم.
وأعلن كذلك تشكيل لجنة تقصي حقائق للتحقيق في الأحداث التي شهدها ميدان التحرير يوم الأربعاء الماضي، في إشارة إلى المواجهات الدموية التي وقعت عندما حاول مؤيدون لمبارك اقتحام الميدان الذي يعتصم به آلاف من المتظاهرين المعارضين للرئيس، ما أسفر عن مقتل 11 على الأقل وإصابة مئات آخرين.
وأكد سليمان أن الرئيس مبارك تعهد أيضا بعدم ملاحقة الشباب المتظاهرين وعدم التضييق عليهم ومنحهم الحرية في التعبير عن آرائهم. (إفي)