من عبد الفتاح شريف
القاهرة (رويترز) - يحاول الكاتب المصري شريف أسعد إدخال السعادة على قرائه من خلال سرد لبعض المواقف الحياتية الكوميدية والفكاهية التي مر بها خلال طفولته ومراهقته في عقدي الثمانينات والتسعينات بلغة عامية سهلة تتناسب مع حس الفكاهة الذي يغلب على هذه المواقف.
وصدر الكتاب الذي يحمل عنوان "غير قابل للنشر (اعترافات جامدة 2)" عن دار تويا للنشر والتوزيع في شهر يناير كانون الثاني ويقع في 287 صفحة من القطع المتوسط. وطبع من الكتاب ست طبعات. والكتاب هو الجزء الثاني لكتاب "اعترافات جامدة" الصادر في عام 2014 الذي صدر منه حتى الآن 21 طبعة وهو نفس العام الذي تفرغ فيه أسعد الذي كان يعمل في مجال الإدارة المالية للكتابة.
ومن بين الألفاظ التي يستخدمها أسعد والتي تميز كتاباته التي بدأها بشكل عام على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي قبل أن ينتقل للإصدارات الورقية والتي أصبحت شائعة بين قرائه "ياختااااااي" وهو تعبير يستخدم في الأوساط الشعبية بغرض الاستنكار ويقولها الكاتب كلما وقع في مأزق من المآزق المضحكة التي كان يمر بها و"أفنظم" والتي تعني "نعم" و"أبابا" أي "بابا" وهو أبو الكاتب الذي كان يشغل منصب وكيل أول وزارة التنظيم والادارة في الازهر الشريف وهو الشخصية المحورية الموجودة في معظم المواقف إن لم تكن جميعها ونستشف من خلال الكتاب أنه أب له شخصية صارمة.
ويشارك الكاتب في المواقف والحكايات أو ما يطلق عليه اعترافات شقيقيه. ويذيل الكاتب آخر كل اعتراف بمجموعات وسومات (هاشتاجات).
وعن ترتيب الاعترافات قال الكاتب ردا على أسئلة لرويترز بالبريد الالكتروني إنها مرتبه "طبقا لتذكر المواقف... لكن تم مراعاة الحقبة الزمنية فيها... أحاول دائما تذكر الفترة الزمنية الخاصة بالثمانينات والتسعينات بكل مواقفها الجميلة وأحاول سردها بطريقتي المعتادة."
وعن عدد الاعترافات يقول الكاتب إن "الاعترافات لا نهاية لها. لأني مررت بتجارب كتير جدا وكلها كان يوجد بها نفس نوعية المشاكل والكوارث التي تتحول إلى شكل فكاهي.. خصوصا مع والدي ووالدتي."
ويقول أسعد (39 عاما) الذي تخرج في كلية التجارة جامعة القاهرة في الإهداء "وإن لم استطع ان أملك السعادة.. فسوف أصنعها".
وعن هدف الكاتب من وراء هذه الاعترافات والرسالة التي يرغب في إيصالها "أنا نفسي الناس ترجع تتجمع تاني... الاعترافات دي ابتدت تعمل اللي (الذي) كنت بحلم بيه وأكتر.. ابتديت أشوف مئات التعليقات والرسايل اللي بتحكي فيها الأمهات عن تجميع أولادها وقراية الكتاب... ابتديت أشوف مئات التعليقات عن أبناء يجلسون مع أهاليهم ويقرأوا لهم الكتاب ويضحكوا معا... ابتديت أقرأ دعوات من أمهات لأن أولادهم تركوا الموبايلات وأمسكوا الكتب الورقية لأول مرة في حياتهم..."
وتتنوع الحكايات والمواقف التي يسردها الكاتب بخفة ظله فمنها ما يتعلق بالحيوانات والطيور مثل اعتراف "العجل الأسير" و"طائر الليل السخيف" و"عزوز العصفور" و"فرختي فوق الشجرة" و"بامبرز روكي" ومنها ما يتعلق بالمصيف مثل "المصيف والضياع" و"شط اسكندرية" الذي خصص له الكاتب ثلاثة فصول يحكي فيها قصته مع والده وصيد الأسماك وعددا من المواقف الأخرى منها ما هو أسري ومنها ما حدث في المدرسة.
ومن بين المواقف التي يسردها الكاتب موقف "عزوز العصفور" الذي اشتراه أسعد وشقيقاه ووضعاه في شرفة شقتهم بحي المعادي في القاهرة. وكان عزوز يفتح قفصه يوميا ويخرج باتجاه الشرفة المواجهة المملوءة بأقفاص العصافير ويفتح بعض هذه الأقفاص لتطير منها العصافير فلم يصدق ذلك حينما قاله له أبوه. وهو الأمر الذي تسبب في مشكلة مع الجار.
وعن ردود الأفعال تجاه الكاتب يقول أسعد الذي يمر بمواقف مشابهة لمواقفه تلك مع أولاده "ردود الأفعال هي التي تجعلني عايش كويس لأنك لما بتشوف كم الدعاء الذي يصل لأن الناس ضحكت في زمن عز فيه الضحك.. بدون إسفاف وبدون الخروج عن النص.. بمواقف كوميدية لا تعتمد على القلش على قدر ما هي معتمدة على كوميديا الموقف... فعلا بتحس بفرحة كبيرة.."
وعن انتشار الكتاب في الدول العربية يقول أسعد إن الكتاب كان موجودا في معرض الكويت ومعرض جدة ومعرض قطر والبحرين والمغرب مشيرا إلى أنه سيكون موجود في السعودية في مكتبات جرير وفي الإمارات بشكل مستمر.
ويقول أسعد الذي انتهى من دراسة فن السيناريو ويأمل في تحويل كتبه لأعمال سينمائية إنه كتب سيناريوهات بالفعل "ورمضان القادم حيظهر فيه أول مشاركة في السيناريو لي مع أحد أكبر النجوم المصرية."
وعن ما تغير في حياة أسعد المهنية بعد صدور كتبه الثلاثة يقول الكاتب "اصدار الكتابين دول كان ليهم الفضل بعد ربنا سبحانه وتعالى في ظهور اسم شريف أسعد على ساحة الكتاب بوجه عام... الحالة اللي عملتها الاصدارات في مصر والوطن العربي خلت الناس تتناقل اسم الكاتب وتقوم بالترشيحات لكتير من الاماكن اللي باتشرف بالتعامل معاها... وعلى رأسها برنامج الاستاذ محمد صبحي اللي بنحقق فيه انجازات ممتازة مع فريق الكتابة واللي بتلاقي قبول الاستاذ محمد صبحي ودي حاجة للناس اللي تعرفه مش سهلة خالص..
"أيضا رئاسة تحرير برنامج "مننا وعلينا" انا بعتبرها مش شغل قد ما هي حقيقي متعة ... بكل ما تحمله الكلمة من معاني خصوصا لما تكون انت بتشتغل بجد وبتبدع فعلا.. ومش واخد الموضوع على انه شغل فقط.. إنما نوع من أنواع الإبداع والبهجة..."
وعن أعماله القادمة قال أسعد "أنا حاليا في فترة راحة من الكتابة لآخر أبريل.. إنما عندي أفكار كتير لأعمال قادمة لسة لم اتخذ فيها قرار نهائي عشان أحدد حأبدأ في أي منها..."
يقول الكاتب إنه في الآونة الأخيرة سعى للاحتفاظ برأيه السياسي لنفسه "لأن حتى الافصاح عنه لن يغير من الواقع السياسي شيء سواء بالإيجاب أو بالسلب.. خليني أقدر أجمع الناس على الحاجة الوحيدة اللي ممكن يتجمعوا فيها ... الابتسامة والضحكة المحترمة".
(تحرير سيف الدين حمدان) OLMEENT Reuters Arabic Online Report Entertainment News 20160407T105713+0000