من دوينا شياكو وجيف ماسون
واشنطن (رويترز) - أقر البيت الابيض يوم الاثنين بأنه كان يتعين على الولايات المتحدة أن توفد مندوبا ذا مستوى أرفع للمشاركة في مسيرة الوحدة في باريس بعد الهجمات التي نفذها إسلاميون متشددون هناك مضيفا أن الرئيس باراك أوباما كان يود الحضور.
وانتقد بعض النواب الجمهوريين ووسائل إعلام أمريكية إدارة أوباما لعدم إرسال مسؤول كبير إلى المسيرة التي شارك فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى جانب رئيس فرنسا ومستشارة ألمانيا ورئيس مالي.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش إيرنست للصحفيين "أعتقد انه من الانصاف القول اننا كان يجب أن نرسل شخصا ما على مستوى أرفع إلى هناك" مضيفا أن الرئيس باراك أوباما كان يود المشاركة.
وتابع "لا شك أن ذلك كان سيبعث برسالة مفادها أن الشعب الأمريكي وهذه الإدارة يقفان بشدة خلف حلفائنا في فرنسا في مواجهة هذا التهديد."
وكانت سفيرة الولايات المتحدة لدى فرنسا جين هارتلي مثلت بلادها في المسيرة.
وتحدث أوباما علانية عن الهجمات الأسبوع الماضي من المكتب البيضاوي وخلال زيارة لولاية تنيسي. واتصل بالرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند في نفس يوم الهجمات كما توجه إلى السفارة الفرنسية في واشنطن للتوقيع في دفتر العزاء. وأرجع مسؤولون بالإدارة الأمريكية السبب الرئيسي في عدم مشاركة أوباما أو نائبه جو بايدن في المسيرة إلى دواعي أمنية. وقالوا إن التدابير الأمنية الخاصة بهما يمكن أن تشتت الانتباه في مناسبات كهذه.
وتقدم أولوند و44 من الشخصيات الأجنبية أكثر من مليون شخص في مسيرة تمت الدعوة إليها للتعبير عن التضامن بعد أن قتل إسلاميون متشددون 17 شخصا في هجمات شهدتها العاصمة الفرنسية الأسبوع الماضي على مدى ثلاثة أيام.
وكان وزير العدل الأمريكي اريك هولدر ونائب وزير الأمن الداخلي الياندرو مايوركاس في باريس لحضور اجتماعات أمنية يوم الأحد لكنهما لم يشاركا في المسيرة.
وقال إيرنست إن البيت الأبيض هو المسؤول عن مطالبة مسؤولين كبار بالمشاركة في مثل هذه المناسبات وأضاف أن اللوم لا يقع على هولدر أو أي مسؤول آخر في الإدارة.
وذكر متحدث باسم هولدر إنه اضطر للعودة إلى الولايات المتحدة بعد ظهر يوم الأحد لكنه "كان فخورا بالانضمام إلى زعماء العالم الذين تجمعوا في باريس في قمة دعا إليها الرئيس أولوند قبل مسيرة الوحدة."
ونشرت صحيفة نيويورك ديلي نيوز في صفحتها الأولى صورة للمسيرة مع صور لأوباما وبايدن وكيري وهولدر وعبارة توبيخ تقول "لقد خذلتم العالم."
وكتب السناتور الجمهوري تيد كروز مقالا نشره الموقع الألكتروني لمجلة تايم قال فيه "الغياب يرمز إلى غياب القيادة الأمريكية على الساحة العالمية وهذا خطير."
وأضاف "كان يجب على رئيسنا أن يكون هناك لاننا يجب ألا نتردد أبدا في الوقوف مع حلفائنا."
وقال سناتور جمهوري اخر هو ماركو روبيو لمحطة (سي.بي.إس) "اعتقدت انه كان من الخطأ عدم إرسال شخص ما."
لكن الانتقادات الموجهة للغياب الأمريكي لم تجد اصداء في فرنسا.
وقالت السفارة الفرنسية في واشنطن يوم الاثنين "فيما يتعلق بردود الفعل الأمريكي فانها غمرتنا وتأثرنا بها منذ بداية الأزمة."
ورفض وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال زيارة للهند الانتقادات المتعلقة بعدم ايفاد مسؤول رفيع المستوى للمشاركة في مسيرة الأحد ووصفها بانها "مراوغة" وقال إن واشنطن تعاونت مليا مع باريس على الكثير من المستويات منذ الهجمات.
وقال كيري متحدثا قبل تصريحات إيرنست في واشنطن "عرضنا من اللحظة الأولى مخابراتنا وجهات انفاذ القانون الخاصة بنا وكل جهودنا واعتقد حقا انكم تعرفون ان هذا نوع من المراوغة بعض الشيء."
وينوي كيري زيارة باريس يوم الجمعة.