فيلم وثائقي لمحطة CNN حول اللاجئين الأفارقة كشف وقائع مخيفة و فظيعة تجري في شبه جزيرة سيناء بمصر. إذ يتعرض آلاف اللاجئين الذين يحاولون عبور المنطقة بحثا عن حياة أفضل للقبض من قبل القبائل البدوية التي تتاجر بالأعضاء، من ثم يتم إلقاء أجسادهم في الصحراء و تركهم للموت.
في هذه الصحراء التي نادرا ما تقرب قوات الشرطة منها لا تخضع لأية قوانين دولية، إذ تسيطر عليها القبائل البدوية التي تعمل بالتهريب و التجارة بالأعضاء. حيث يقومون باحتجاز آلاف اللاجئين الذين يحاولون عبور صحراء سيناء بحثا عن حياة أفضل في إسرائيل.
من ثم تقوم هذه القبائل بابتزاز الأقارب الذين يعيشون في الخارج للحصول على مبالغ ضخمة ، و من لا يقدم أية فدية عادة ما يتعرضون للتعذيب و التشويه، بينما تتعرض النساء للاغتصاب، حيث يتم إجبار كل من الرجال والنساء للعمل في مزارع الماريجوانا، بينما يواجه العديد إمكانية أن تؤخذ أعضائهم.
آلاف اللاجئين الأفارقة، أغلبهم من السودان و إثيوبيا و إريتريا، لقوا حتفهم بعد أن أخذت أعضائهم منهم و هم على قيد الحياة من قبل أطباء لا رحمة في قلوبهم آتيين من القاهرة إلى صحراء سيناء لجمع الكلى و الكبد و القرنية.
بعد ذلك يتم نقل الأعضاء إلى المدن داخل ثلاجات متنقلة حيث ينتظر المرضى الحصول عليها مقابل مبالغ كبيرة من المال. حيث تثبت آلاف الجثث الملقاة في الصحراء ذلك من خلال الندوب الظاهرة على أجسادهم و التي تؤكد أنه تم استئصال أعضائهم.
"إنها كقطع غيار للسيارة. يأتي الأطباء ببراد محمول، أينما يمكن تخزين الأعضاء من ستة إلى ثمانية ساعات، من ثم بيعها في القاهرة أو في أي مكان آخر. يتم التعامل مع أعضاء قبيلة السواركة مباشرة إذ يتم بيع الأعضاء من 1000 و حتى 20000 دولار"، صرح أحد أعضاء القبيلة لشبكة الـ CNN.
هذه التجارة غير الشرعية انكشفت عبر البرنامج الوثائقي لـ CNN التابع لمشروع الحرية، مما أدى إلى الإفراج عن أكثر من 600 لاجئ إفريقي كانوا رهن الاحتجاز بعد أن خشي أعضاء القبيلة أن يتم ملاحقتهم من قبل السلطات.
هذا و نُشر في استطلاع في بداية هذا العام في إسرائيل بني على أساس مقابلة أجريت لـ 284 لاجئ أن 88% منهم تعرضوا للجوع الشديد و منع عنهم الطعام، 44% منهم تعرضوا للضرب الشديد، 66% منهم منع عنهم الماء، العديد من النساء طالبن بالإجهاض بعد أن تم اغتصابهم، 15% كانت لديهم ندوب و علامات على أجسادهم جراء العنف.
الأسوأ خطورة هو أن الشرطة المصرية تعلم بما يحصل في صحراء سيناء، لكنها لم تتخذ إجراءات ضد هذه الانتهاكات خوفا من أن تقوم العصابات بمهاجمة مراكز الشرطة بالأسلحة من أجل تحرير المعتقلين. لذا قامت منظمتين مؤيدتين لحقوق الإنسان بتقديم أدلة تدينهم.
مصر ما تزال واحدة من المراكز الرئيسية للسوق السوداء العالمية لتجارة الأعضاء البشرية وفقا لمنظمة الصحة العالمية، و القوانين التي تبناها مبارك خلال فترة رئاسته لم تكن كافية للحد من هذه الظاهرة، خاصة أن قادة هذه العصابات غالبا ما ينظر إليهم كأبطال بسبب تمويلهم لبعض الأنشطة الإسلامية.