من إيان سيمبسون وإيريك إم.جونسون
(رويترز) - قالت الشرطة يوم الأربعاء إن ضابطا أمريكيا قتل بالرصاص شابا أسود صوب مسدسا محشوا بالرصاص نحوه في ضاحية بمدينة سانت لويس مما اثار أعمال عنف تعيد للأذهان أعمال الشغب التي اندلعت بعد قتل شاب أعزل اسود في فيرجسون القريبة في أغسطس آب.
ويبذل المسؤولون السود في ميزوري قصارى جهدهم للتفرقة بين مقتل مشتبه به يحمل سلاحا والحالات الأخرى التي قتل فيها رجال سود غير مسلحين على أيدي ضباط شرطة. وأدت هذه الحوادث الى اندلاع احتجاجات في أنحاء البلاد واحتدام الجدل حول كيفية تعامل قوات الشرطة الأمريكية مع المواطنين غير البيض.
وقع الحادث في بركلي بولاية ميزوري في وقت متأخر يوم الثلاثاء عند محطة بنزين موبيل التي لا تبعد كثيرا عن شارع فيرجسون حيث قتل ضابط شرطة أبيض مايكل براون (18 عاما) في أغسطس آب.
وقال رئيس بلدية بركلي تيودور هوسكينز في مؤتمر صحفي "لا يمكنك حتى مقارنة هذا مع ما حدث في فيرجسون."
وقال جون بلمار قائد شرطة مقاطعة سانت لويس ان حشدا يتراوح بين 200 و300 شخص تجمع عند المحطة بعد اطلاق النار وألقى القرميد وأطلق الألعاب النارية واستهدف بعضها نحو 50 ضابطا كانوا في المكان.
وأصيب ضابطان في الشرطة. وقال بلمار إن أربعة أشخاص اعتقلوا واتهموا بالاعتداء. وعاد الهدوء الى المنطقة بحلول صباح اليوم الأربعاء. وكشفت الشرطة عن تسجيل صورته كاميرا أمنية للواقعة.
وقع اطلاق النار عندما خرج الضابط في شرطة بركلي من سيارته للحديث مع رجلين في محطة الوقود بعد أن تلقى بلاغا بحدوث سرقة.
وقال بلمار إن أحد الرجلين صوب مسدسا محشوا بالرصاص عيار 9 ملليمتر نحو الضابط.
وأضاف أن الضابط تراجع إلى الخلف وأخرج سلاحه وتعثرت قدماه وأطلق ثلاث رصاصات أصابت احداها المسلح وأصابت الثانية اطار سيارة للشرطة ولم يعرف مصير الرصاصة الثالثة.
وأعلن المسعفون مقتل الرجل على الفور.
* البحث عن الرجل الثاني
وقال رئيس بلدية بركلي إن جهات التحقيق في كل من بركلي وسانت لويس ستجري تحقيقا منفصلا.
وأضاف هوسكينز إنه لا يريد القفز الى استنتاجات لكنه شدد على ما قال إنها فروق واضحة مع قضية مايكل براون.
وتابع هوسكينز وهو يعدد الاختلافات بين بركلي وفيرجسون "لدينا في مدينتنا أغلبية من الضباط السود... رئيس البلدية اسود. مدير البلدية أسود. المدير المالي اسود. رئيس الشرطة أسود. ضباط الشرطة عندنا أكثر حساسية."
وقالت ماريا تشابيل نادال العضو بمجلس الشيوخ بولاية ميزوري والتي تعرضت للغازات المسيلة للدموع أثناء مشاركتها في الاحتجاجات على مقتل براون انها تعتقد أن ما فعله ضابط الشرطة في بركلي مبرر.
وأضافت في تصريحات لقناة تلفزيون سي.إن.إن. "الأمر مختلف مع الأخذ في الاعتبار أنه كان يحمل مسدسا". في إشارة إلى الرجل الذي قتل في بركلي.
ولم تكشف الشرطة عن هوية القتيل لكن صحيفة سانت لويس بوست دسباتش قالت إنه يدعى أنتونيو مارتن (18 عاما) ونقلت عن والدته أنه كان برفقة صديقته في الوقت الذي وقع فيه الحادث تقريبا.
وكان الضابط -الذي لم يعلن عن اسمه لكن منح إجازة إدارية- قد أعطي كاميرا من النوع الذي يثبت في سترته لكنه لم يكن يثبتها أثناء إطلاق النار. وكانت الكاميرا الموجودة بسيارة الضابط مغلقة ايضا.
واستمرت الاحتجاجات في فيرجسون لفترة طويلة وشهدت أعمال عنف عندما قررت هيئة محلفين كبرى قبل شهر عدم توجيه اتهامات لضابط الشرطة الذي قتل براون.
(إعداد أحمد حسن للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)