من جوناثان سول
لندن (رويترز) - قال ضابط كبير بقوة بحرية دولية إن ذراع تنظيم القاعدة في اليمن لا يزال يمثل قوة مؤثرة ويشكل خطرا متزايدا على السفن التجارية في الممرات البحرية المهمة القريبة رغم جهود القوات الحكومية اليمنية وحلفائها لدحر التنظيم.
وأكد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يوم السبت الماضي انسحابه من ميناء المكلا في جنوب اليمن بعد أسبوع من استعادة قوات يمنية وإماراتية للميناء الذي استخدمه المتشددون الإسلاميون لجني مبالغ طائلة.
وقال الكابتن وليام نو رئيس أركان القوة البحرية متعددة الجنسيات متحدثا لرويترز إن المكاسب التي حققتها القوات اليمنية "مشجعة" وتمثل "انتكاسة" لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب لكنه أضاف أن التنظيم لا يزال لديه قدرات بسبب استمرار الحرب الأهلية الحالية.
وقال نو عن القوة التي يمثلها والتي تشمل مهامها التصدي لأعمال القرصنة ومكافحة الإرهاب في المنطقة "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب استفاد من تلك الفوضى وتحرك ليملأ الفراغ. وساعده ذلك على اكتساب المزيد من القوة."
واستغل التنظيم الصراع بين الموالين للحكومة اليمنية المدعومين من تحالف عربي ومقاتلين من جماعة الحوثي تدعمهم إيران وسعى لإقامة دويلة.
ولا يزال التنظيم يسيطر على مدينتي زنجبار وشقراء المطلتين على بحر العرب على بعد نحو 400 كيلومتر جنوب غربي المكلا.
وتقع تلك المنطقة الساحلية قرب مضيق باب المندب الذي تمر منه يوميا إمدادات نفطية تقدر بنحو أربعة ملايين برميل في طريقها لأوروبا والولايات المتحدة وآسيا.
وقال نو إن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب "أبدى قدرة وعزما على شن هجوم إرهابي بحري." وأضاف أن هذا أمر تتم دراسته بمنتهى الجدية.
وأضاف خلال زيارة إلى لندن "إذا قدمت تقييما لهذا الأمر فسوف أقول إنه تفاقم خلال العام الماضي.
"هذا التهديد سيوجه لهدف سهل.. مثل سفينة عابرة أو في طريقها للدخول أو الخروج.. من البحر الأحمر باتجاه الطرف الشرقي لليمن."
ولليمن ساحل يمتد بطول 1900 كيلومتر على خليج عدن والبحر الأحمر وهي منطقة كبيرة تصعب مراقبتها بالنظر للجهد الذي تتولاه القوات البحرية الدولية في التصدي لأعمال قرصنة تتم من الصومال في المنطقة وهي أعمال تم احتواؤها في السنوات الماضية.
وفشلت العديد من خطط تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لتفجير طائرات في طريقها إلى الغرب كما تبنى التنظيم الهجوم على مكاتب صحيفة شارلي إبدو الفرنسية بباريس في 2015.
وفجر تنظيم القاعدة السفينة الحربية الأمريكية (يو.إس.إس كول) في أكتوبر تشرين الأول عام 2000 وهي راسية في عدن فقتل 17 بحارا أمريكيا. وبعدها بعامين هاجمت القاعدة ناقلة فرنسية في خليج عدن.
وقال نو إن هناك احتمالا لعودة أعمال القرصنة في محيط اليمن حيث يوجد كثير من المتشددين.
وأضاف "أشعر بالقلق من هذا الأمر.. هل سنرى عودة لأنشطة أشبه بالقرصنة؟ ربما يحدث شيء آخر في تلك المنطقة المحيطة باليمن."
(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)