الخرطوم، 25 ديسمبر/كانون أول (إفي): أعلن الجيش السوداني أنه قتل زعيم حركة (العدل والمساواة) المتمردة في دارفور خليل إبراهيم بمنطقة ود بندة بولاية شمال كردفان المحاذية لدارفور في اشتباكات اليوم الأحد أعقبت هجوما للمتمردين على المنطقة.
وكان خليل إبراهيم يخطط مع مجموعة "للوصول إلى دولة جنوب السودان عندما قطعت القوات المسلحة خط سيرهم وقتلته"، وفقا للمتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد.
وفي تصريح لمراسل (إفي)، أكد جبريل إبراهيم مسئول العلاقات الخارجية في الحركة المتمردة، مقتل شقيقه خليل في مواجهات بولاية شمال كردفان، ورفض الحديث عن أي تفاصيل عن الحادثة، معتبرا اختيار بديل عنه "سابق لأوانه".
ولد خليل إبراهيم في قرية الطينة بولاية شمال دارفور على الحدود مع تشاد، وينتمي إلى قبيلة الزغاوة، وتخرج في كلية الطب في بجامعة الجزيرة عام 1984.
وتربطه صلة قرابة دم مع الرئيس التشادي ادريس ديبي، ولذلك يتم اتهام خليل بأنه كان يلقى الدعم المالي والعسكري من حكومة ديبي قبل طرده من الأراضي التشادية.
وهاجر خليل إلى السعودية للعمل فيها، لكنه عاد إلى السودان بعد وصول الرئيس السوداني عمر البشير إلى الحكم في منتصف عام 1989. واختار العمل في مستشفى أم درمان.
بدأ نشاطه السياسي العملي مع حكومة البشير في أوائل التسعينات، وبعد فترة عمله في مهنة الطب، تم تعينه وزيرا للصحة في حكومة إقليم دارفور، قبل تقسيمه إلى ثلاث ولايات، ثم وزيرا للتعليم في حكومة ولاية شمال دارفور، ونقل إلى ولاية النيل الأزرق في جنوب شرقي البلاد وزيرا للشئون الهندسية.
وحين حدث الانشقاق في صفوف الإسلاميين بين الرئيس البشير وبين الزعيم التاريخي للإسلاميين حسن الترابي في عام 1999 انحاز خليل للترابي وصار أحد قيادات حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الترابي.
وأسس خليل إبراهيم حركة (العدل والمساواة) في عام 2001 ، ثم بدأت في فبراير/شباط 2003 نشاطها العسكري بدارفور إلى جانب حركة (تحرير السودان) برئاسة عبد الواحد نور، وحركته ذات توجه إسلامي، ومعظم أنصارها من القبائل الإفريقية.
وفي مايو/آيار 2006 ، وقعت الحكومة السودانية وحركة (تحرير السودان)، فصيل ميني أركو ميناوي، اتفاقية (أبوجا) للسلام بدارفور، لكن خليل إبراهيم رفض الانضمام للاتفاقية، واعتبر أنها لا تلبي مطالب حركته، وقاد في مايو 2008 هجوما على العاصمة الخرطوم أوقع نحو 222 قتيلا، وحكم على عشرات من قواته بالإعدام من بينهم اثنان من إخوته.
وعقب ذلك انخرطت حركة (العدل والمساواة) في مفاوضات السلام بشأن إقليم دارفور التي ترعاها قطر، ووقعت تفاهمين مع الحكومة السودانية في الدوحة وانجمينا، لكنها سرعان ما جمدت مشاركتها في تلك المفاوضات.
وفي منتصف مايو/آيار 2010 فقد إبراهيم الدعم الذي كان يوفره له نظام إدريس ديبي في تشاد بعد طرده من إنجمينا، فلجأ إلى ليبيا.
وخلال الثورة الشعبية التي شهدتها ليبيا، طالبت حركة (العدل والمساواة) في مارس/آذار الماضي المجتمع الدولي بـ"إنقاذ زعيمها" الذي عاد إلى السودان الشهر الماضي.
وخليل المتزوج من امرأة تنتمي لولاية الجزيرة وسط السودان لديه عدد من الأبناء والبنات يدرسون في المدارس والجامعات السودانية أكبرهم في كلية القانون بجامعة الخرطوم، وتقيم أسرته في منطقة عد حسين في جنوب شرق الخرطوم. (إفي)