من دان وليامز
القدس (رويترز) - أعادت إسرائيل فتح بعض المدارس يوم الأحد لكن محاولة التقدم ببطء نحو عودة الحياة لطبيعتها بتخفيف تدريجي لإجراءات العزل العام التي فرضت لمكافحة فيروس كورونا المستجد قوبلت بالمقاطعة من العديد من البلديات وكذلك الكثير من أولياء الأمور الذين قالوا إن استعدادات الحكومة لم تكن كافية للخطوة.
وسمحت السلطات لتلاميذ الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية وآخر صفين في المرحلة الثانوية بالعودة للدراسة وهم يرتدون الكمامات ويستعملون مطهرات الأيدي وكذلك في فصول تم إعادة توزيعها ليكون الحد الأقصى 15 طالبا في الفصل لتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي. وإذا لم تتسبب الخطوة في ظهور حالات عدوى جديدة، سيتم السماح للصفوف الأخرى ورياض الأطفال بالعودة أيضا قريبا.
وتنفس بعض أولياء الأمور الصعداء لدى توديعهم لأطفالهم الذاهبين للمدرسة بعد أن قبعوا معهم لنحو ستة أسابيع في فترة طويلة من البقاء في المنزل دفعت بمعدل البطالة إلى 27 بالمئة واقتطعت ما بين أربعة و12 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي اليومي.
وقالت حلا مزراحي، وهي معلمة في السابعة والثلاثين من عمرها وهي تصطحب ابنتها للمدرسة، لرويترز "نحن متحمسون وقلقون في ذات الوقت لكن علينا أن نخطو الخطوة الأولى".
ووصفت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الخطوة بأنها طوعية وليست إجبارية في الوقت الذي قاطعت بلديات بأكملها، بما فيها العاصمة التجارية تل أبيب وبلديات الأقلية العربية التي تشكل 21 بالمئة من السكان، للفكرة وإعلانها أن المدارس فيها ستظل مغلقة في الوقت الراهن.
وقال رئيس بلدية تل أبيب رون هولداي على تويتر "الخطة المطروحة لا تحمي صحة الأطفال والمعلمين... لن نتبع قواعد من لا يتحملون المسؤولية".
وتم اتخاذ قرار العودة للمدرسة يوم الاثنين ثم تم تعديله ليصبح الأحد ليتزامن مع بداية أسبوع العمل في إسرائيل. وقال رئيس بلدية بئر السبع إنه لم يتلق بعد إرشادات نهائية من وزارة التعليم.
وقدمت دراسة تتعلق بفيروس كورونا أشارت إليها الحكومة خلال مشاوراتها الكثير من البيانات لكن مع بث طمأنينة محدودة للإسرائيليين الذين يتساءلون عما إذا كان تلاميذ المدارس الابتدائية قد ينقلون العدوى إلى باقي أفراد عائلاتهم. وخلُصت الدراسة إلى أن احتمال نقل الأطفال للعدوى يقل عن البالغين بما يتراوح بين 25 و75 بالمئة.
وقالت وزارة التعليم إن المراحل التعليمية من السابعة حتى الحادية عشرة في قطاع التعليم الديني لليهود المتشددين، الذين يشكلون ما يصل إلى ثمانية بالمئة من سكان إسرائيل ويشهدون انتشارا كبيرا بشكل غير متناسب للفيروس، عادت إلى نشاطها الدراسي بعدما اعتبر الحاخامون أن الوضع أصبح أكثر أمانا.
وذكرت الوزارة أن نسبة الحضور في المدارس العادية بلغت اليوم الأحد 60 بالمئة رغم أن الكثير من الآباء قالوا إنهم سيبقون أطفالهم في المنزل حتى لا يرونهم وقد تحولوا إلى فئران تجارب.
وقال وزير التعليم رفائيل بيريتس لراديو إسرائيل "لا نُلزم الآباء بإرسال أطفالهم. ولا نُلزم اليوم السلطات المحلية بفتح (المدارس)". لكنه توقع التزاما كاملا عما قريب.
وأضاف "سنُتم هذا الأمر في النهاية بشكل كامل في غضون ثلاثة أو أربعة أيام أخرى بما يشمل جميع المدارس".
وسجلت إسرائيل، التي يبلغ عدد سكانها تسعة ملايين نسمة، 16193 حالة إصابة بفيروس كورونا و230 حالة وفاة. وتراجع عدد حالات الإصابة الجديدة على مدار الأسبوع الماضي.
(إعداد سلمى نجم ودعاء محمد للنشرة العربية - تحرير منير البويطي)