مكسيكو سيتي، 28 ديسمبر/كانون أول (إفي): القى تصاعد وتيرة العنف بسبب الجريمة المنظمة في المكسيك بظلاله على احتفالات المكسيكيين بالذكرى المئوية الثانية للاستقلال والمئوية الأولى للثورة، بعد ان جاءت الاحتفالات في المرتبة الثانية في اذهانهم، بالمقارنة مع حرب دموية يخوضونها ضد عصابات قوية ومنظمة، ولا احد يعلم لها نهاية حتى الآن.
وسجلت جرائم العنف التي شهدتها المكسيك خلال العام الجاري رقما قياسيا بعد أن بلغت حتى أوائل نوفمبر/تشرين ثان الماضي عشرة آلاف جريمة، حسبما ذكرت مصادر صحفية، ما رفع عدد ضحايا الجريمة المنظمة الى 30 ألف قتيل منذ أن تسلم الرئيس المكسيكي فليبي كالديرون زمام السلطة عام 2006.
فالقتل العشوائي للشباب في العديد من الولايات الشمالية، بالإضافة إلى المذبحة التي وقعت بحق 72 مهاجرا غير شرعيا من دول أمريكا الوسطى في ولاية تاماوليباس، فضلا عن تفجير السيارات المفخخة والهجوم بالقنابل على مرافق الشرطة، دشن مرحلة جديدة من تصاعد وتيرة العنف من جانب المسلحين.
واستمرت هجمات العصابات خلال 2010 على وسائل الإعلام ما أسفر عن مقتل 11 صحفيا، كما راح ضحية العنف الذي استهدف أيضا السياسيين، أحد المرشحين لمنصب حاكم ولاية بالإضافة إلى حاكم ولاية سابق و13 عمدة.
وإزاء هذه الأحداث المأسوية، قامت الحكومة المكسيكية بتعزيز قواتها المسلحة في العديد من المناطق التي تشهد أعلى معدلات للعنف في البلاد، وهو الإجراء الذي توج بنجاح هذه القوات في القضاء على العديد من قادة العصابات، وفي مقدمتهم "ناتشو" كورونيل وناثاريو مورينو، الشهير بـ"التشايو" وايثيكيل كارديناس جيين، المعروف باسم "توني تورمينتا".
كما تمكنت السلطات المكسيكة من اعتقال عدد من زعماء تلك العصابات، مثل إدجار بالديث، الشهير بـ"لا باربي"، وسيرخيو بياريال أو "الجراندي"، وتيودورو جارثيا سيمنتال، المعروف بـ"التيو".
وكان من بين أشد الأحداث دموية، ما وقع أواخر أغسطس/آب 2010 في إحدى مزارع بلدة سان فرناندو بولاية تاماوليباس الشمالية، حيث تم العثور على جثث 72 مهاجر غير شرعي من دول أمريكا الوسطى، بعد ان لقوا مصرعهم رميا بالرصاص من قبل قتلة محترفين تابعين لعصابة "لوس ثيتاس" الإجرامية.
كما كان من بين المجازر التي ما زالت حاضرة في أذهان الشعب المكسيكي تلك التي وقعت في يناير/كانون ثان، عندما قتل مسلحون 15 شابا كانوا يشاركون في احدى الحفلات بمدينة خواريث الحدودية، والتي شهدت أيضا حادثا مماثلا راح ضحيته 14 شابا في أكتوبر/تشرين أول الماضي.
ولقي 13 شخصا مصرعهم بعد الحادث السابق بيومين بأحد مراكز إعادة تأهيل المدمنين في مدينة "تيخوانا"، وفى اليوم التالي قتل أيضا 15 آخرون في مدينة "ناياريت" في واحدا من أكثر أسابيع عام 2010 دموية في المكسيك.
ومن بين أكثر الحوادث غرابة في المكسيك خلال العام ما حدث مع المرشح السابق للرئاسة والسيناتور السابق عن حزب العمل الوطني، دييجو فرنانديث دي ثيبياوس، الذي اختطف من مزرعته وسط حراسه في "كويريتارو" في منتصف مايو/آيار الماضي، وطالب خاطفوه بفدية، ولكنه عاد سالما الى عائلته بعد سبعة أشهر، وتحديدا في 20 ديسمبر/كانون أول، وأعلن أنه عفا عن خاطفيه وسامحهم.
وعكر ارتفاع موجة العنف صفو احتفالات البلد اللاتيني بمرور 200 عام على الاستقلال و100 عام على الثورة المكسيكة، فقد ألغيت في سبتمبر/أيلول الماضي بعض مظاهر الاحتفال بالاستقلال، لاسيما في العديد من المدن الشمالية لعدم تمكنها من توفير الأمن لحضور الاحتفالات التي ضمت العديد من الانشطة والمهرجات الثقافية والرياضية.
وأقيمت بالعاصمة احتفالات الذكرى المئوية للثورة في نوفمبر/تشرين ثان الماضي، بموكب عسكري كبير بالإضافة إلى عدد من الأنشطة للاحتفال ببدء الملحمة الوطنية منذ 100 عام.
أما على الجانب الاقتصادي، فشهد الاقتصاد المكسيكي انتعاشا خلال 2010 بعد أن سجل هبوطا بنسبة 6.5% خلال العام الماضي. ومع توفير ما يقرب من 800 ألف فرصة عمل، من المتوقع أن يسجل اقتصاد المكسيك نموا بنسبة 5% خلال 2010.
واستضافت المكسيك أوائل ديسمبر/كانون أول المؤتمر الـ16 للامم المتحدة حول التغير المناخي، الذي انتهى باتفاق 190 دولة على تمديد اتفاق كيوتو لمرحلة ثانية وإنشاء الصندوق الاخضر، من بين العديد من الإجراءات التي تم التوصل إليها في القمة التي استضافها منتجع كانكون. (إفي)