مدريد، 27 سبتمبر/أيلول (إفي): طالبت النقابة الدولية للاعبي كرة القدم المحترفين "فيفبرو"، المجتمع الدولي لكرة القدم بالعمل على ضمان حقوق العمال الذين تعاقدوا مع اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم 2022 في قطر للعمل في المشروعات الخاصة باستضافة هذا الحدث الكروي الكبير.
وصرح برندان ستشواب مسئول شئون آسيا في "فيفبرو"، بأنه قد تم منح حق تنظيم مونديال 2022 "من أجل العمل على الترويج لكرة القدم والأهم من ذلك الترويج للمبادئ العالمية لهذه اللعبة في الشرق الأوسط. وهذا الهدف يتحقق فقط إذا احترمت قطر الحقوق الأساسية للأفراد الذين سيجعلون هذا المونديال ممكنا".
وأعربت النقابة، التي تمثل أكثر من 50 ألف لاعب محترف، عن قلقها البالغ إزاء المعلومات التي ترددت عن المعاملة "الوحشية" التي يتلقاها العاملون الأجانب الذين تم التعاقد معهم من قبل شركات البناء في قطر والمسئولة عن تشييد المنشآت التي ستستضيف مونديال 2022.
وأشارت النقابة إلى التقرير الذي نشرته صحيفة (الجارديان) البريطانية مؤخرا وكشف أن العاملين في قطر يحرمون من المياه الصالحة للشرب وهم يعملون في طقس شديد الحرارة، بجانب عدم دفع أجورهم على مدار أشهر ومصادرة جوازات سفرهم ومنعهم من مغادرة الدولة العربية.
وأضافت أن ما تناولته وسائل الإعلام مؤخرا يشير إلى وجود نظام عمل قسري داخل قطر، مبينة أن التقارير تشير إلى وفاة نحو 32 عاملا نيباليا في الدوحة.
وفي هذا الصدد ترى "فيفبرو" أنه إذا تم التحقق من صحة هذه المعلومات "عندها ينبغي على المجتمع الدولي لكرة القدم فعل شيء. فلا يمكن التضحية بأرواح العمال في ظل هذه الممارسات بقطاع البناء هناك".
وأضافت "فيفبرو" أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تصرف في السابق من أجل ضمان احترام المعايير الدولية الخاصة بالعمل، مثل تعاونه مع منظمة العمل الدولية للتصدي لعمالة الأطفال في مجال تصنيع كرات القدم.
وأبرزت النقابة ضرورة تبني مبادرة مشابهة لهذه في قطر مع السماح لخبراء مستقلين في مجال ضمان أمن وسلامة العمال تعينهم الفيفا أو منظمة العمل الدولية، بتفقد أوضاع العاملين بكافة المنشآت الجاري تشييدها لاستضافة مونديال 2022.
وكانت صحيفة (الجارديان) قد نددت مؤخرا بحدوث انتهاكات واستغلال للعمال النيباليين في المشروعات الجارية بقطر للتحضير لاستضافتها لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.
وكشفت الصحيفة في تقرير لها حمل عنوان "عبيد كأس العالم في قطر"، أن عشرات العمال النيباليين لقوا حتفهم في الدولة العربية خلال الأسابيع الماضية، كما تعرض الآلاف منهم لانتهاكات كبيرة.
ووفقا لوثائق حصلت عليها (الجارديان) من سفارة نيبال في الدوحة، فإن هناك 44 عاملا نيباليا لقوا حتفهم في الفترة ما بين 4 يونيو/حزيران و8 أغسطس/آب الماضيين، نصفهم عانى من أزمة قلبية والآخرون توفوا نتيجة حوادث في مواقع عملهم.
يذكر أن قطر ستستثمر نحو 100 مليون دولار في مشروعات البنية التحتية لاستضافة مونديال 2022 ، الذي لم يتم حتى الآن تحديد إذا ما كان سيقام في شتاء ذلك العام أم لا. (إفي)