من هوارد شنايدر
جاكسون هول (وايومنج) (رويترز) - قالت جانيت يلين رئيسة مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) يوم الجمعة إن أسواق العمل الأمريكية لا تزال تعرقلها آثار الركود الكبير وانه يجب على المجلس أن يتحرك بحذر عند تحديد الموعد الذي ينبغي فيه رفع أسعار الفائدة وذلك دفاعا منها عن نهجها بشأن السياسة النقدية.
وفي كلمة لها خلال مؤتمر للبنوك المركزية في جاكسون هول في وايومنج شرحت يلين بالتفصيل لماذا ترى أن معدل البطالة وحده لا يكفي لتقييم قوة سوق الوظائف الأمريكية.
وتراجع معدل البطالة بوتيرة أسرع من التوقعات لكن يلين قالت إن تعثر الاقتصاد خلال السنوات الخمس الماضية ترك ملايين العمال مهمشين أو محبطين أو ملازمين لوظائف غير دائمة وهي حقائق لا تظهر في معدل البطالة وحده.
وقالت يلين في كلمة الافتتاح بالمؤتمر السنوي الذي ينظمه مجلس الاحتياطي الاتحادي بخصوص السياسة الاقتصادية إن الفصل بشأن ما إذا كان الاقتصاد قريبا من التوظيف الكامل "يتعقد بالتغييرات المتواصلة في هيكل سوق العمل واحتمال أن يكون الركود الحاد قد تسبب في تغيرات مستمرة في أداء سوق العمل."
وأضافت "تقييم درجة ما تبقى من ركود في سوق العمل ينبغي أن يجرى بدقة أكبر بسبب الغموض الشديد بخصوص مستوى التوظيف بما يتفق مع التفويض المزدوج لمجلس الاحتياطي الاتحادي" الخاص باستقرار الأسعار والتوظيف الكامل.
وقالت إنه في مثل تلك الأجواء "لا توجد وصفة بسيطة لسياسة ملائمة" مفضلة نهجا "عمليا" يفسح المجال أمام المسؤولين لتقييم البيانات لدى وصولها دون الالتزام بمسار سياسي محدد سلفا.
وتضمن خطاب يلين إشارات مطولة إلى احتمال أن تكون سوق العمل في وضع أفضل مما تبدو عليه وأن مجلس الاحتياطي الاتحادي ربما يواجه احتمال أن يضطر لرفع أسعار الفائدة في وقت أقرب أو أسرع من توقعات السوق.
لكن التصريحات بوجه عام شكلت دفاعا عن فرضيتها الأساسية بأن الأزمة المالية في 2007-2009 والركود قد ألحقا أضرارا بالاقتصاد والقوى العاملة بطرق لم يتم إدراكها بالكامل.
وأبقى البنك المركزي أسعار الفائدة القياسية قرب الصفر منذ ديسمبر كانون الأول 2008 وقال إنه سينتظر قبل رفع الفائدة "كثيرا من الوقت" بعد إنهاء برنامج التيسير النقدي التحفيزي في أكتوبر تشرين الأول.
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية)