مدريد، 2 سبتمبر/أيلول (إفي): بعد عودته مجددا إلى العمل مع المخرج الشهير بدرو ألمودوبار في أحدث أفلامه "الجلد الذي أسكنه"، أكد الممثل الإسباني أنطونيو بانديراس أن الجمهور سيحتاج الى 20 عاما "لاستيعاب" هذا الفيلم، وهي المدة التي احتاجها لاستيعاب الأفلام التي قدمها المخرج الإسباني في ثمانينيات القرن الماضي.
وفي مقابلة مع (إفي)، قال بانديراس "العثور على مخرج يطرح هذه الأمور الكونية، ويواصل الاستكشاف وطرح الأسئلة أمر لا يقدر بثمن. لا أعرف إذا كانت إسبانيا ستعرف كيف تعرب عن امتنانها لذلك، ولكن تم استيعاب بدرو وأفلامه التي قدمها في ثمانينيات القرن الماضي، والتي نجم عنها جدل كبير وقت ظهورها وربما يحدث مجددا".
وقدم بانديراس في العاصمة مدريد هذا الأسبوع أحدث أفلامه، والتي يجسد من خلاله دور الطبيب النفسي روبرت ليجراند، المهووس بوفاة زوجته، والتي لم يتمكن من إنقاذها من حريق.
وتدور أحداث الفيلم، الذي يصنف ضمن أفلام الرعب المزخرفة بروح دعابة سيريالية الخليط الذي اشتهر به ألمودوبار، "الذي يعد نوعا في حد ذاته" وفقا للممثل، حول طفلة صغيرة جميلة يقوم ليجراند على تنشئتها، وتعيش محتجزة وتحت الملاحظة، ويتمثل هدفها الوحيد في الهرب.
وأشار بانديراس "ما يرغب ليجراند في القيام به يذهب لما هو أبعد من العطش للانتقام، انه رجل يسعى للعب مع الرب"، نافيا في الوقت نفسه وبشدة وجود خلاف بينه وبين المخرج، الذي اكتشفه في عام 1982 وقدمه من خلال فيلم "متاهة الغرام"، و"قانون الرغبة" (1987).
وأقر بانديراس بأنه كان يتعامل مع البطل "بشكل آخر، من خلال استعراض قدراته الفنية، ولكن بدرو لم يكن يريد الأمر على هذا النحو".
وتابع "وهذا لم يحدث مشادات كلامية، وانما عمل. شيئا فشيئ من خلال الكلام بدأت أفهم هذا الأمر وأتقبله نظرا للحب والاحترام الذي أكنهما له".
وعلى الرغم من أنه يؤكد عدم امتلاكه "حسابا على موقع فيسبوك أو تويتر أو حتى لدي، عمليا، هاتف محمول"، فإن "الجدال الدائر حول الفيلم في المنتديات" يروق له، بعد عرض الفيلم في مهرجان كان وطرحه في دور العرض السينمائية.
كان المخرج قد أكد في تصريحات سابقة "كتبت الدور ليلائم بانديراس تماما، حيث يقدم شخصية متوحشة رهيبة، يلتقي بشخصية أخرى ذات قدرات غير عادية على الصمود، وقد أخضعته بالفعل لتجارب مريعة في السيناريو، لدرجة أنني لم أكن أتصور أنه بمقدوري كتابة شيء بهذه الفظاعة".(إفي)