واشنطن، 10 مارس/آذار (إفي): أكد رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو تلقيه "ردا إيجابيا للغاية" من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بشأن دعوته للتصدي للمضاربات، خلال لقائهما في البيت الأبيض.
واجتمع باباندريو وأوباما الليلةالماضية بالمكتب البيضاوي، في لقاء استمر لنحو ساعة خلف الأبواب المغلقة، وأوضح فيه رئيس الوزراء اليوناني للرئيس الامريكي جهود أثينا للحد من العجز الحاد في الميزانية.
وصرح باباندريو في ختام الإجتماع أنه لم يطلب من الولايات المتحدة أية خطة إنقاذ للاقتصاد اليوناني، وذكر أن أوباما أعرب عن "دعمه" للإجراءات التي وضعتها أثينا لمواجهة الأزمة وتقليص العجز.
كما أشار إلى أن الرئيس الأمريكي أبدى تأييده للمقترحات الأوروبية الداعية للتصدي للمضاربات في الأسواق، والتي انطلقت في الأسابيع الأخيرة نتيجة لبدء مراهنة الممولين على إحتمالية عدم سداد الديون اليونانية.
وأكد أنه سيتم طرح هذا الموضوع خلال القمة القادمة لمجموعة دول العشرين التي تضم الدول الصناعية الكبرى في العالم، والمزمع انعقادها في كندا شهر يونيو/حزيران المقبل.
وأشار باباندريو إلى أن كل من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وزعماء أوروبيين آخرين أكدوا أنهم لن يسمحوا للمضاربين بـ"اللعب" باليورو.
وكان رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو قد أكد أمس الثلاثاء انه يتم دراسة إمكانية حظر بعض عمليات البيع المكشوف للأسهم، بناء على طلب ميركل وساركوزي، للحد من هجمات المضاربة ضد الديون العامة لدول منطقة اليورو.
وأعرب باباندريو عن ارتياجه لهذا الإعلان وأكد أنه أبلغ أوباما بسعيه لإصلاح النظام الرقابي للادوات المالية في اليونان في إطار هذه المبادرات.
وقال رئيس الحكومة اليونانية :" لقد كنا ضحايا للمضاربين في الاشهر الأخيرة، وأكد أوباما لي أنه يعتبر المبادرة مفيدة وهامة وإيجابية، وأن الولايات المتحدة ستساهم في هذا الاتجاه".
ومن جانبه، أشار المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس إلى أن الرئيسان بحثا خلال اجتماعهما قضايا الإصلاح المالي والإنتعاش الإقتصادي، وأكد أن الحكومة الأمريكية تعتبر الأزمة اليونانية "مسألة خاصة بالإتحاد الأوروبي، وتعتقد أنه لديه القدرة على الخروج من هذا الموقف".
ولم يتطرق المتحدث الرسمي إلى الإقتراحات الأوروبية الداعية لحظر معاملات البيع المكشوف للأسهم و"إعادة النظر" فيما يطلق عليه "مقايضة العجز عن سداد القروض"، الذي يلجأ إليه مشترو الديون للعب على إحتمالية عدم السداد، وكذلك لجوء بعض المستثمرين الى المضاربات للمراهنة على احتمالية عدم رد الديون، في حين أكد جيبس على أن الرئيس أوباما على علم دائم بمستجدات الوضع في اليونان.
ويشار الى أن فوائد السندات اليونانية قد ارتفعت نتيجة للأزمة القائمة في الحسابات العامة، حيث بلغ العجز بالبلد الاوروبي العام الماضي ما يعادل 12.7% من الناتج المحلي الإجمالي، على عكس توقعات الحكومة السابقة التي كانت تعتقد بأنه سيترواح بين 6 و8%، كما ارتفعت المديونية بنسبة 110% من الناتج المحلي الإجمالي.
وقدمت إدارة باباندريو خطة لضبط الحسابات العامة تتضمن تدابير قاسية لخفض التكاليف وزيادة الإيرادات العامة، غير أن تلك التدابير شهدت رفضا واسعا من قبل اليونانيين، وهو ما أدى الى تنظيم عدد من الإضرابات والاحتجاجات خلال الأسابيع الأخيرة اعتراضا عليها.
ويجري رئيس الوزراء اليوناني زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام الى الولايات المتحدة، وقد التقي خلالها أيضا بوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون وعدد من نواب الكونجرس.
وألقي باباندريو محاضرة في معهد أبحاث "بروكينجز"، حذر فيها من خطورة أنشطة المضاربة، واعتبر أنها أدت الى رفع سعر الفائدة التي يتعين على الحكومة اليونانية التصدي لها، مشيرا إلى إمكانية إثارة هذه المضاربات لأزمة جديدة في المستقبل أيضا.(إفي)