يانجون (رويترز) - ذكرت مصادر بالشرطة أن رئيس شرطة ميانمار تولى شخصيا مسؤولية التحقيق في مقتل محام بارز ومستشار للحزب الحاكم الذي تتزعمه أونج سان سو كي بعد تسريبات وتعليقات متضاربة من ضباط بالشرطة بشأن التقدم في التحقيق.
وأثار مقتل المحامي المسلم كو ني (63 عاما) بالرصاص في الرأس يوم الأحد أمام الناس بينما كان ممسكا بحفيده خارج مطار يانجون الدولي صدمة في العاصمة التجارية التي يندر فيها أعمال العنف السياسي.
ويأتي في وقت يتصاعد فيه التوتر الديني والطائفي في البلاد التي يغلب على سكانها البوذيون ومع صدور تقرير لمكتب حقوق الإنسان بالأمم المتحدة يوم الجمعة يقول إن حملة عسكرية على مسلمي الروهينجا في شمال شرق البلاد في الشهور القليلة الماضية "من المرجح جدا" أنها ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.
وأبلغ زملاء لكو ني رويترز أنه كان يعمل على إدخال تعديلات على دستور ميانمار الذي صاغه الجيش لمساعدة الحكومة التي يقودها حزب الرابطة القومية من أجل الديمقراطية على إدارة شؤون البلاد بفعالية في نظام يبقي الجنود مسيطرين على الوزارات الرئيسية.
وقال مسؤولان بالشرطة لرويترز إن الميجر جنرال زاو وين رئيس شرطة ميانمار وصل إلى يانجون من العاصمة نايبيداو يوم الخميس للإشراف على التحقيق الذي تقوده إدارة المباحث الجنائية بالشرطة.
وأضاف المسؤول -الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته شأنه شأن مسؤولي الشرطة الآخرين الذين تحدثوا بشأن التحقيق- أن وكالة المخابرات الداخلية التابعة للجيش تشارك أيضا في التحقيق.
وأبلغ ضابط من المخابرات العسكرية رويترز أنه تلقى تعليمات بمراقبة كو ني في الشهور التي سبقت مقتل المحامي.
وألقي القبض على الشخص الذي يشتبه بأنه أطلق الرصاص والذي قالت الشرطة إن اسمه كي لين (53 عاما) بعدما طاردته مجموعة من سائقي سيارات الأجرة. وقتل أحد السائقين بالرصاص.
وعلى الرغم من حظر يمنع الشرطة من الحديث علنا بشأن القضية انتشرت على الانترنت صور تظهر أجزاء من تقرير بشأن استجواب كي لين.
ويعتقد مسؤولون أن الصور سربت بعد أن استخدم ضباط شرطة تطبيق فايبر للتراسل لمبادلتها مع زملائهم.
وأطلق التسريب الشرارة لسباق على مواقع التواصل الاجتماعي لتحديد هوية رجل تذكر وثائق إن كي لين قال إنه حرضه على قتل كو ني.
وأدلى ضباط شرطة بتصريحات متضاربة بشأن ما إذا كان هناك أشخاص مشتبه بهم قيد الاعتقال أم لا.
وقال مكتب الرئيس هتين خياو في وقت متأخر اليوم الجمعة إن رجلا يدعى أونج وين زاو (46 عاما) القي القبض عليه في الساعات الأولى من صباح الاثنين -بعد ساعات قليلة من مقتل كو ني- في ولاية كايين بشرق البلاد على الحدود مع تايلاند.
وأضاف المكتب أن أونج وين زاو متهم بالتآمر مع كي لين لقتل كو ني مضيفا أن الشرطة تبحث عن اشخاص آخرين مشتبه بهم.
ولم يتضح بعد هل جرى استهداف كو ني بسبب دياناته أو بسبب سعيه لتقليص الدور السياسي للجيش في ميانمار.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية- تحرير وجدي الالفي)