صفقة اثنين الإنترنت:خصم يصل إلى 60% InvestingProاحصل على الخصم

العراق يتطلع لنقطة تلاقي تقود لوحدة وبناء البلاد بعد خروج القوات الأمريكية

تم النشر 16/12/2011, 12:12

بغداد، 16 ديسمبر/كانون أول (إفي): أنهت القوات الأمريكية الخميس بشكل رسمي مرحلة الحرب والوجود العسكري في العراق، لتبدأ مرحلة جديدة من العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين الجانبين.



ويصف بعض السياسيين العراقيين والخبراء الوضع في العراق بانه غير مستقر وهناك قلق وتخوف من مرحلة ما بعد الانسحاب الامريكي، وهذا الامر نوه عنه قبل ايام رئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي، قائلا "إن وضع العراق غير مستقر بالكامل، وهناك خلافات سياسية حقيقية، وهناك عدم توازن في بناء الدولة".



وأضاف "ان فترة خروج القوات الأمريكية من البلاد واستلام السلطة بالكامل، مهمة جدا، ولابد أن ننجح، وهذا تحدي يدفعنا للجلوس على طاولة مستديرة وبحث كل القضايا ومحاولة الوصول إلى نقطة تلاقي نؤكد بها أن البلد يسير في الطريق الصحيح".



كما قال طارق الهاشمي النائب السني للرئيس العراقي، في بيان صدر عن مكتبه مؤخرا: "هناك قلق لدى الشارع العراقي لما ستئول إليه الأمور بعد الانسحاب الأمريكي، وعلينا إن نثبت للجميع إننا على قدر المسئولية لبناء مجتمع عراقي موحد قوي قادر على مواجهة الأزمات وتحديد مصيره بيديه".



وفي هذا الصدد، لخص المحلل السياسي إبراهيم الجبوري أهم التحديات التي ستواجه الجانب العراقي على المستوى الامني والسياسي بعد الانسحاب الأمريكي.



وقال الجبوري، لمراسل (إفي)، إن أهم هذه التحديات هي الجماعات المسلحة بكل اشكالها، التي قد تتحالف مع بعضها البعض، من أجل تغيير المعادلة السياسية والأمنية "وتحدث فوضى للسيطرة على الوضع في العراق، وهذا يشكل خطرا لا يستهان به وعلى الاجهزة الامنية الاستعداد لمثل هكذا تحديات".



وأضاف "أن القضايا العالقة التي لم تتوصل الكتل السياسية لحلول لها وخاصة المناطق المتنازع عليها وقضية الاقاليم التي تطورت مؤخرا عندما بدأت بعض المحافظات بالمطالبة بتشكيل أقاليم ذاتية، ما يجعل وحدة البلد في خطر وقد يعرضه للتقسيم على أسس طائفية وعرقية، فهو تحد آخر يواجه العراق".



وأشار إلى أن بعض دول الجوار تشكل تحديات للعراق "لانها لا ترغب بعراق ديمقراطي وقوي ومتوحد خوفا من التأثير في اوضاعها الداخلية، وهذا الامر نبه اليه وزير الدفاع الامريكي الذي قال الخميس خلال الاحتفال الرسمي للانسحاب "إن الولايات المتحدة ستبقي داعمة للشعب العراقي، وستواجه التحديات لبناء العراق".



وأوضح الجبوري أن فقدان الغطاء الجوي الذي كان يوفره الجيش الامريكي للقوات العراقية في حماية سماء العراق وتوفير الدعم اللوجستي للقطاعات من التحديات التي ستواجه الجانب العراقي الذي يتوجب عليه الاسراع في شراء طائرات متطورة لحماية اجوائه وحدوده.



ودعا إلى تفعيل الجهد الاستخباري وتوفير معدات واسلحة متطورة للجيش، لأن مواجهة الارهاب ومكافحته تعتمد على المعلومات، وعلى تعاون المواطن مع الاجهزة الامنية التي عليها ان تحسن من سلوكها وتعاملها مع المواطن البسيط "لانه إذا كسبته فانها ستربح المعركة مع الإرهاب".



بدوره قال السياسي العراقي عبد المنعم الأعسم، في مقال نشرته صحيفة (بغداد) الناطقة بلسان حركة الوفاق التي يتزعمها اياد علاوي زعيم القائمة العراقية، إن "المشهد السياسي يقترب من نقطة غاية في التراجع بسبب السجالات، لتفسح المجال أمام خيار من اثنين: إما الدخول في مباريات الضحية بالامتيازات والحقوق وطي صفحة عض الاصابع والتخندق والاستقطاب، أو المضي قدما في منهج التجييش وكسر العظم قدما الى المواجهة التي لن يربحها أحد".



وتابع "المؤشرات غير مشجعة وغامضة، والحديث عن ضرورة إطلاق حوار وطني شامل يستبق انهيار المشهد السياسي الرخو أصلا، وإن جاء هذا متأخرا، وهو المؤشر الوحيد لـ"الاتجاه المعاكس" البديل عن الكارثة، غير انه لا يزال على ايقاع بطيء، وقيد المناقشة، وفي حدود النيات الطيبة".



فيما تسرب معلومات الكواليس نشاطا مناهضا لامكانية تصحيح المسار السياسي يتجه الى استثمار "فراغ" ما بعد الانسحاب لتغيير المعادلات الأمنية والسياسية في البلاد، والافادة الفئوية منها.



ويرى المراقبون أن هناك تحديا سيواجه العراقيين "يتمثل في إعادة بناء بلد يشكو من دمار بسبب الحروب وبنية تحتية مدمرة بسبب القوات الأمريكية، وارتفاع في نسبة البطالة وتسجيل نحو 30% من العراقيين تحت خط الفقر، رغم خيرات بلدهم الكبيرة والكثيرة، بالاضافة إلى الفساد المالي والاداري".



وبالمقابل فان ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي يؤكد أن العراق قادر على معالجة كل هذه التحديات، مشددا على أن "قوات الأمن جاهزة وستفرض الاستقرار، ولن تسمح لاي جهة بإحداث فوضى في البلاد بعد الانسحاب الأمريكي".



وفي هذا الشأن، قال المالكي، خلال استقباله لرئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية في السابع الجاري، إن "العراق عازم على تطوير قدراته العسكرية بما يؤمن الدفاع عن أمنه وحدوده"، مضيفا "أن جهودنا تنصب حاليا لبناء قوة عسكرية غرضها دفاعي وليس هجوميا كما كان يقوم به النظام السابق".



واغلقت القوات الأمريكية اليوم مركزها الرئيسي في العاصمة بغداد لتسدل بذلك الستار على اكثر من ثماني سنوات ونصف من الحرب، التي أدت إلى احتلال العراق عام 2003 وإسقاط نظام صدام حسين واقامة نظام جديد في هذا البلد الذي مزقته الحروب واعمال العنف.



يذكر ان العديد من الجهات السياسية والشعبية تحمل القوات الامريكية مسئولية ما جرى في البلاد، لانها بنت العملية السياسية على أسس خاطئة وساهمت في اذكاء الفتنة الطائفية عندما شكلت مجلس الحكم على أسس طائفية الأمر الذي انسحب على الحكومات المتلاحقة.



ورغم تخوف العديد من الجهات وبعض العراقيين إلا ان هناك بصيص امل في نفوس العراقيين بان يتحسن الوضع بعد الإنسحاب الأمريكي، إذا وحدت الكتل السياسية مواقفها وتنازلت لبعضها البعض وتصالحت أولا لأن ذلك من شأنه أن يحول العراق إلى دولة موحدة وقوية سيكون لها تأثير كبير بالمنطقة.



ومن المتوقع أن تستمر العلاقة بين العراق والولايات المتحدة خلال المرحلة المقبلة ضمن ما يعرف باسم (اتفاقية الإطار الإستراتيجي) والتي تنص على التبادل والشراكة بين البلدين في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية والثقافية والأمنية والعلمية.



كما أن التسريبات تشير إلى أن عدد موظفي السفارة الأمريكية في بغداد سيرتفع إلى 15 ألف موظف وهذا العدد يدل على أن واشنطن لم تكن لتدفع أكثر من 4500 قتيلا ونحو 30 آلف جريح ثم تترك العراق لدول الجوار.(إفي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.