نشرت الدعوى القضائية التي رفعتها هيئة الأوراق المالية الأمريكية ضد جولدمان سكاس حالة من الفوضى في الأسواق المالية بشأن قضية الاحتيال, و هذا ما دفع كلا من ألمانيا و بريطانيا لبدء التحقيق بتفاصيل القضية, و لم يقتصر الأمر على ذلك بل يبدو أن الطبيعة في القارة الأوروبية قد وقفت هي أيضا ضد التيار لتزيد من صعوبة الموقف في البلاد بعد أن أٌجّل اجتماع الاتحاد الأوروبي و صندوق النقد الدولي المقرر في اثنيا اليوم.
تواجه مجموعة جولدمان ساكس المزيد من مشاكل القضائية من المانيا وبريطانيا بعد ان رفع دعوى ضدها من قبل هيئة الاوراق المالية والبورصات الأمريكية يوم الجمعة الماضية لاحتمالية تورطها بقضايا الاحتيال المرتبطة بشهادات ضمانات القروض( ( CDOعام 2008.
يقول منتقدوا جودمان بانهم سبب الأزمة المالية الراهنة , حيث صرحت هيئة الأوراق المالية الأمريكية في مطلع عام 2007 بأن غولدمان ساكس قامت ببيع شهادات ضمانات القروض (CDO) مرتبطة برهون عقارية, و ماعزز موقف المنتقدين رفض الشركة الكشف عن معلومات عامة عن استثمارات الرهن العقاري بعد انهايار السوق في 2008, ونفي الشركة ارتكاب أي مخالفات حيث رفضت فيونا لفان متحدثة باسم شركة جولدمان ساكس التعليق عن التهم الموجه للشركة.
دعا رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون أمس هيئة الأوراق المالية لبدأ عمليات التحقيق في هذه المسألة , في حين طالب المشرع الألماني بافن من هيئة الاوراق المالية في ألمانيا للبحث في تفاصيل رفع دعوى على جولدمان, أن الاتحاد الأوروبي يحقق في دور جولدمان في عقود المبادلات اليونانية و التي سببت عجزا ضخم في الميزانية العمومية.
تسيطر على القارة الأوروبية سحابة من الرماد البركاني المنبعث من البركان الايسلندي و التي شلت الحركة الجوية في العديد من الدول الأوروبية خلال الأربعة أيام الماضية’ حيث ألغيت 63,000 ألف رحلة جوية منذ الرابع عشر من الشهر الجاري , و أغلقت المطارات من دبلن و حتى موسكو .
بسبب الرماد البركاني أعلن أجيل اجتماع أثينا حتى 21 نيسان حيث كان من المفترض ان يقام اليوم, و من المتوقع ان اثر هذا الاجتماع سوف تطلب الحكومة اليونانية حزمة المساعدات من الحكومات الأوروبية الأخرى و صندوق النقد الدولي.
تفاقمت الأزمة المالية في اليونان عندما ارتفعت العوائد على السندات اليونانية إلى 7.445% حيث أن الحكومة اليونانية استطاعت أن تجمع 10مليار دولار لسداد دينها في نيسان بينما لا تزال تفتقر 8.5مليار لسداد ديونها في أيار, فرضت لحكومة اليونانية سياسات صارمة على شعبها محاولة التخلص من عجز ميزانيتها البالغ 12.7% حيث تهدف حزمة المساعدات لتقليص العجز إلى 3% الذي يعد الحد الأدنى للاتحاد الأوروبي خلال السنوات الثلاثة الماضية.
على أثر هذه الانباء تراجعت مستويات الثقة بالأسواق المالية, حيث انخفضت مؤشرات الاسهم الاوروبية و العالمية بشكل ملحوظ منذ التداولات المسائية يوم الجمعة الماضية,أما عن العملات الرئيسية فلم تسلم هي أيضا من هذه الاحداث حيث تراجعت بشكل حاد بعد أن تقلصت شهية المخاطرة لدى المستثمرين لشراء الأصول ذات العائد و المخاطرة المرتفعة, و الأمر ينطبق على السلع الأساسية التي أنهارت بعد أقبال المستثمرين لشراء الدولار الامريكي كملاذ أمان.
عزيزي القارئ , مع قضية جولدمان ساكس و سحابة الرماد البركاني تزداد صعوبة الموقف في القارة الاوروبية التي تحاول جاهدة تحقيق الانتعاش الاقتصادي المنشود في المنطقة, ضغط الدعوى القانونية وفقدان الثقة في واحدة من أكبر الأسماء في وول ستريت سيكون لها عواقب وخيمة على الأسواق المالية.