من سارة دعدوش
الرياض (رويترز) - تتدرب أول مجموعة من المحققات في حوادث السير على مهمة التعامل مع حوادث قيادة السعوديات للسيارات، مع سماح المملكة لهن بالقيادة اعتبارا من يوم الأحد المقبل بعد رفع حظر استمر عقودا.
وحضرت 40 امرأة وظفتهن شركة التأمين الخاصة (نجم) احتفالا يوم الخميس في العاصمة الرياض. كن جميعا يرتدين عباءات سوداء وغطت أكثرهن وجوههن وهن مصطفات لتسلم شهادة رمزية.
ورغم أنه لم يعد يفصل المرأة السعودية عن قيادة السيارة سوى أيام معدودات، لم يتضح بعد متى ستكون المحققات جاهزات لبدء عملهن الجديد وكيف سيتحركن في أجواء عمل تجمعهن بالرجال في بلد تمنع فيه القواعد والأعراف الاختلاط بين الجنسين.
وتتقلص الأعراف التقليدية أمام الإصلاحات الاجتماعية الواسعة التي يوجه لها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والمصحوبة بإصلاح اقتصادي يهدف إلى إنهاء الاعتماد على صادرات النفط.
وتلقى الإصلاحات تأييدا كبيرا من جيل الشباب في المملكة، الذين يطغون على التركيبة السكانية، لكن يخشى العديد من السعوديين من وتيرتها ويخشون أن تثير رد فعل معاكسا من المحافظين الذين كانوا يهيمنون يوما على المشهد.
وتزامن الانفتاح الاجتماعي أيضا مع حملة على المعارضة شملت اعتقال أكثر من 12 ناشطا في الشهر الأخير بعدما نظموا حملات في السابق للدفاع عن حق المرأة في قيادة السيارة.
وعندما أصدر العاهل السعودي الملك سلمان مرسوما في سبتمبر أيلول الماضي ينهي الحظر الأخير من نوعه في العالم على قيادة المرأة للسيارة، أمهل الحكومة تسعة أشهر للاستعداد لانطلاق السائقات على طرق تشهد حوادث مميتة بمعدل يعد من أعلى المعدلات في العالم.
وتستعد وزارة الداخلية لليوم المنتظر بفتح مدارس لتعليم القيادة وتحديد أماكن تتيح للنساء تبديل رخص القيادة الأجنبية. وعملت الوزارة مع شركة نجم لتأهيل المحققات للمهمة الجديدة.
كما تخطط الوزارة لتخصيص زنازين لاحتجاز منتهكات قواعد المرور، لكنها ستحتجزهن مؤقتا في مراكز احتجاز الأحداث.
وقالت تهاني العميري (35 عاما)، وهي إحدى المتدربات على وظيفة التحقيق في الحوادث النسائية، إنها متحمسة لبدء عملها في مدينة الخبر بشرق السعودية.
وأضافت "لا بد من وجود تخوف مبدئيا لكن شيئا فشيئا سيتطور الوضع وسيكون شيء جيد إن شاء الله للمرأة، هذا شيء يخدم المرأة".
وقالت مها الشنيف مديرة الاتصالات في شركة نجم إن المحققات سيستدعين إلى موقع الحادث عندما تكون بين أطرافه امرأة واحدة على الأقل، وعندما يكون لطرف فيه تغطية تأمينية، وليس إلى مواقع الحوادث التي تحدث فيها إصابات.
ولم تنته مهمة التدريب بعد، ولم يتضح عدد من سيتم توظيفهن في السنوات المقبلة. وقالت مها الشنيف إن هذا سيتوقف على الطلب.
(إعداد دعاء محمد للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)