باماكو، 11 يناير/كانون ثان (إفي): أكدت جماعة "أنصار الدين" السلفية التي سيطرت على مدينة كونا بوسط مالي أن هجومها يعد تحذيرا لأولئك الذين يرغبون في "التدخل" عسكريا في شمال مالي.
وفي تصريحات لـ(إفي) قال ساندا ولد بوناما المقرب من زعيم الجماعة الراديكالية اياد اغ غالي إن السيطرة على المدينة التي تبعد نحو 60 كلم من شمالي موبتي عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه "تعد فقط البداية".
وتصر جماعة "أنصار الدين" على النضال من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية وتطالب المجتمع الدولي بعدم التدخل في الشأن المالي.
وقال قائد الجماعة إن "قوات الأمم المتحدة والتكتل الاقتصادي لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي لم تحقق النصر في أي معركة" محذرا في الوقت نفسه من تحول مالي إلى نسخة جديدة من أفغانستان أو الصومال أو العراق.
وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد طالب بـ"سرعة نشر" القوات الدولية في مالي على خلفية تقدم قوات تابعة للجماعات الإسلامية من شمال إلى جنوب البلد الأفريقي.
وطالب بيان صدر عن الأعضاء الـ15 بمجلس الأمن عقب اجتماع عاجل، الدول الأعضاء بالأمم المتحدة بدعم حكومة باماكو وقواتها المسلحة.
وفي تصريحات لـ(إفي) قال مصدر دبلوماسي من بلد عضو بمجلس الأمن إن "الإرهابيين قرروا التحرك نحو الجنوب ومجلس الأمن يدعو إلى الحيلولة دون وصولهم إلى باماكو".
وقررت جماعة أنصار الدين، التي تسيطر على شمال مالي منذ يونيو/حزيران الماضي، مؤخرا كسر حالة وقف الأعمال العدائية مع الحكومة المركزية في مالي التي تعهدت في الخامس من ديسمبر/كانون أول الماضي بالمضي نحو حل سلمي للصراع.
وبررت أنصار الدين هذا التغيير في موقفها بأنه رد على الموقف "الحربي" للسلطات في مالي.
وتبنى مجلس الأمن الدولي في 20 ديسمبر/كانون اول الماضي القرار رقم 2085 الذي يسمح بنشر قوات أفريقية في هذه المنطقة لمدة عام لمساعدة السلطات في باماكو على استعادة وحدة اراضيها. (إفي)