إسلام آباد، 8 ديسمبر/كانون أول (إفي): فيما يعد حلقة جديدة من مسلسل العنف الذي يعصف بباكستان في الآونة الأخيرة، لقي ما لا يقل عن 12 شخصا مصرعهم، فيما أصيب 35 آخرون بجروح في هجوم انتحاري اليوم الثلاثاء على مكتب الاستخبارات الباكستانية في منطقة عسكرية بمدينة مولتان، شرقي البلاد.
وذكرت مصادر أمنية لوكالة (إفي) أن الهجوم وقع في حوالي الساعة 12.10 ت م (7.10 ت ج) أمام نقطة تفتيش بحي قاسم بالله الذي تقع فيه عدة مبان خاصة بالجيش ووكالات أمنية أخرى.
وأضافت المصادر أن الجناة قد اقتربوا على متن سيارة صغيرة من نقطة تفتيش وفتحوا النيران تجاه الحراس، وتقدموا فيما بعد نحو إحدى مدارس التأهيل التابعة للاستخبارات الباكستانية، حيث قام انتحاري بتفجير نفسه وسيارة محملة بـ500 كجم من المتفجرات.
كما أسفر الهجوم عن حدوث خسائر مادية في واجهات عشرات العقارات، فضلا عن تدمير بعض المباني بالكامل.
من جانبها، أفادت مصادر رسمية ومن أجهزة الإنقاذ لوسائل الإعلام الباكستانية بأنه يوجد بين القتلى أربعة من قوات الأمن وثمانية مدنيين، بينهم ثلاثة صغار، في حين يبرز ضمن الجرحى العديد من السيدات والأطفال.
وتم نقل الجرحى إلى إحدى المستشفيات القريبة، وأحاطت قوات الجيش والشرطة بمسرح الهجوم، في الوقت الذي تحلق فيه مروحيات عسكرية فوقه.
ويأتي هجوم اليوم في المدينة البالغ عدد سكانها 1.2 مليون نسمة في إقليم البنجاب الشرقي، في أعقاب هجومين آخرين وقعا الليلة الماضية في أحد أسواق عاصمة الإقليم لاهور مما تسبب في مصرع ما لا يقل عن 49 شخصا.
وفي هذا الصدد، كشف مصدر رسمي لقناة "داون" الباكستانية الخاصة أن السلطات تتهم شخصين بوضع العبوات الناسفة التي تسببت في الانفجارين في منطقة سوق "القمر" الواقع بحي علامة إقبال في لاهور.
وأضاف أن الانفجار الأول وقع داخل السوق، فيما وقع الآخر أمام أحد البنوك في مدينة لاهور التي يقطنها 7 ملايين نسمة.
وكانت المنطقة التي شهدت الانفجارين مكتظة بالأشخاص الذين توافدوا على المطاعم المنتشرة بها.
كما شهدت باكستان أمس انفجارا آخر في بيشاور، حيث لقي 11 شخصا على الأقل مصرعهم، فيما أصيب 47 آخرون في هجوم انتحاري وقع بجوار إحدى المحاكم بالمدينة الواقعة شمال غربي البلاد.
وشهدت مدينة كويتا، عاصمة إقليم بلوشيستان جنوب غربي باكستان، أيضا انفجارا بالقرب من أحد المباني الحكومية أسفر عن إصابة اثنين، حسب مصادر ذكرتها قناة (جيو).
وكان آخر هجوم تعرضت له باكستان قد وقع منذ ثلاثة أيام عندما ألقى أفراد مجموعة من المسلحين متفجرات وقنابل يدوية وفتحوا النار داخل أحد المساجد في مدينة روالبندي الباكستانية، القريبة من إسلام أباد، مما أسفر عن مقتل 36 شخصا، وذلك عقب أدائهم صلاة الجمعة.
جدير بالذكر أن باكستان كانت مسرحا لموجة من العنف والهجمات الإرهابية خلال الشهرين الماضيين، قتل خلالها نحو 500 شخص في حوالي 30 هجوما، في الوقت الذي ينفذ فيه الجيش الباكستاني عمليات موسعة ضد المتمردين في وادي سوات ومنطقة خيبر وإقليم وزيرستان الجنوبي.
كما تطارد قوات الجيش متمردي حركة طالبان في العديد من المناطق الواقعة شمال غربي باكستان، متضمنا معقلهم الرئيسي في وزيرستان الجنوبية، على الرغم من أن الولايات المتحدة، التي تسعى إلى زيادة عملياتها العسكرية في البلد الآسيوي، قد ناشدت إسلام آباد بتوسيع هجماتها لتشمل معاقل أخرى للمتشددين.
وفي هذا السياق، قتلت طائرة أمريكية بدون طيار اليوم أربعة أشخاص في وزيرستان الشمالية، حيث يبحث أعضاء من تنظيم القاعدة وعناصر المتمردين عن ملاجئ آمنة لهم فيها.(إفي)