إسلام آباد، 19 فبراير/شباط (إفي): أصدرت المحكمة الباكستانية التي تنظر في قضية اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو، اليوم مذكرة جديدة لاعتقال الرئيس السابق برفيز مشرف (1999-2008) المقيم بالمنفى.
وذكرت قناة (اكسبريس) التلفزيونية أن محكمة مكافحة الإرهاب في راوالبندي، الواقعة بالقرب من إسلام أباد، جددت قرار اعتقال قائد القوات المسلحة السابق في محل إقامته بلندن.
وكانت المحكمة ذاتها قد أصدرت أمر اعتقال بحق مشرف قبل نحو أسبوع وانتظرت أن يمثل أمام القضاء اليوم وهو الأمر الذي لم يحدث كما كان متوقعا.
وتأجلت جلسات الاستماع في القضية حتى الخامس من الشهر المقبل.
وأفادت وكالة التحقيق الفيدرالي بأن مشرف "هارب" وتتهمه بعدم حماية حياة بوتو التي لقيت مصرعها في هجوم انتحاري ارتكب في راوالبندي يوم 27 ديسمبر/كانون أول 2007.
ويقيم الجنرال السابق في منفاه الاختياري بالعاصمة البريطانية لندن، على الرغم من أنه يسافر بشكل معتاد لعقد المؤتمرات والمقابلات وأسس حزبا جديدا في إشارة على نيته بالعودة إلى باكستان.
وترى وكالة التحقيق الفيدرالي أن مشرف حاول "تبرير الفشل" في عدم توفير الحماية لبوتو في مناسبتين، في إشارة إلى الهجوم الإرهابي، التي نجت منه ووقع في كراتشي الجنوبية عندما كانت رئيسة الوزراء السابقة عائدة من المنفى، وذلك الذي لقيت فيه مصرعها أخيرا بعد ذلك بشهرين.
وكانت محكمة مكافحة الإرهاب في راوالبندي قد قبلت في السابع من الشهر الجاري عريضة الاتهام التي أعدتها لجنة وكالة التحقيق الفيدرالي التي تتولى التحقيق في القضية.
وأفادت الوكالة بأن أحد عناصر الشرطة والذي اعتقل مؤخرا بتهمة التقصير على ذمة القضية، صرح بأن مشرف كان صاحب كافة الأوامر، وفقا لما نقلته قناتا (دون) و(إكسبريس) التليفزيونية.
يشار إلى أن سعود عزيز، الرئيس السابق لشرطة روالبندي، محتجز في السجن منذ ديسمبر/كانون أول الماضي وأدلى بأن مشرف كان المسئول عن أمن بوتو خلال الاجتماع الذي عقد في 27 ديسمبر/كانون أول 2007 والذي اغتيلت في اعقابه.
كما أكد عزيز، الذي كان على اتصال هاتفي مع مشرف وفقا لمذكرة الاتهام، أن الرئيس الباكستاني السابق كان من أعطى الأوامر بتنظيف مكان الحادث على الفور عقب الهجوم.
وكانت اللجنة التابعة للأمم المتحدة والتي تحقق في اغتيال بوتو قد ألقت في أبريل/نيسان الماضي بمسئولية وقوع الحادث على النظام السابق للجنرال مشرف نظرا لعدم توفيره المناخ الأمني المناسب، متهما السلطات بإفشال التحقيق في القضية بطريقة "متعمدة".
واغتيلت بوتو في هجوم إرهابي في مدينة روالبندي بعد قليل من عودتها إلى بلادها حيث كانت تعيش بالمنفى لفترة طويلة.(إفي)