من مايكل جورجي
السليمانية (العراق) (رويترز) - قال لاهور طالباني المسؤول الكردي الكبير في مكافحة الإرهاب يوم الاثنين إنه متأكد بنسبة 99 بالمئة من أن أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية ما زال على قيد الحياة وأنه موجود جنوبي مدينة الرقة السورية وذلك رغم تقارير عن مقتله.
وقال في مقابلة مع رويترز "البغدادي حي بالتأكيد. لم يمت. لدينا معلومات بأنه حي. ونعتقد بنسبة 99 بالمئة أنه حي".
وأضاف "لا تنسوا جذوره التي تعود لأيام تنظيم القاعدة في العراق. كان يختبئ من أجهزة الأمن. انه يعرف ما يفعله جيدا".
وكثيرا ما ترددت أنباء عن مقتل أو إصابة البغدادي منذ أن أعلن قيام دولة الخلافة من على منبر جامع بالموصل عام 2014.
وبعد أن قاد رجاله في اجتياح خاطف لشمال العراق سعى البغدادي لتأسيس دولة خلافة على أجزاء من العراق وسوريا.
وقال طالباني الذي كان في صدارة جهود ملاحقة البغدادي ضمن تحالف دولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية إنه الآن مطارد لكنه خصم ماكر.
وتابع "أنه ليس شخصا سهلا. لديه خبرة تمتد لسنوات في مهارات الاختباء ومراوغة أجهزة الأمن".
وأضاف "الأراضي التي يسيطر عليها (التنظيم) ما زالت حتى هذا اليوم مناطق وعرة. لم تنته اللعبة بعد بالنسبة لتنظيم الدولة الإسلامية رغم فقدانه الموصل بالكامل تقريبا واقترابه من خسارة الرقة كذلك".
وأنهت قوات الأمن العراقية حكم الدولة الإسلامية للموصل الذي دام ثلاث سنوات ويتعرض التنظيم لضغوط كبيرة في الرقة وهي معقل آخر لدولة الخلافة التي أعلنها.
ولكن طالباني قال إن تنظيم الدولة الإسلامية يغير تكتيكاته رغم تراجع معنويات مقاتليه وإن القضاء على التنظيم قد يحتاج لثلاثة أو أربعة أعوام بعد لجوئهم للمناطق الجبلية والصحراوية لشن هجمات خاطفة وتفجيرات انتحارية.
* الاستعداد لمعركة جديدة
قال طالباني "أعتقد أنهم يستعدون لقتال من نوع مختلف. أمامنا أيام أصعب مما يتصور الناس" مشيرا إلى قتال بأسلوب تنظيم القاعدة لكن أشد.
وتابع "رأينا لماذا كانوا أكثر ذكاء. فتنظيم القاعدة لم يسيطر قط على أراض. وسيكونون أكثر ذكاء".
وكانت العديد من التقارير التي تكهنت بمقتل البغدادي قد أثارت تساؤلات عن خليفته في زعامة مجموعة متنوعة تضم عراقيين وعربا آخرين فضلا عن مقاتلين أجانب أشداء.
ويوصف ضباط المخابرات الذين خدموا في عهد صدام حسين بأنهم من وضعوا الاستراتيجية العسكرية التي أرست للترويع في ظل حكم تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال طالباني إن من الصعب معرفة أي من كبار مساعدي البغدادي ما زال على قيد الحياة لكنه يعتقد أن أغلب القيادات موجودة في سوريا جنوبي الرقة.
وتوقع أن يتولى جيل أصغر سنا من حلفاء صدام السابقين المناصب القيادية في التنظيم.
وأضاف "هؤلاء من يحل عليهم الدور... الجيل الأصغر عادة ما يكون أكثر خطورة".
وتواجه أجهزة الأمن تحديا يتمثل في تفكيك الخلايا النائمة.
وقال طالباني "لا تحتاج لعدد كبير من الناس لتفجير قنبلة. مازلنا نطارد هذه الخلايا النائمة".
وأضاف "كل من نلقي القبض عليهم كانوا يخططون لتنفيذ هجوم في المنطقة".
وغادر طالباني العراق وهو في الثانية عشرة من عمره عندما كان صدام يقمع الأكراد. وكان أقاربه يشنون حرب عصابات من مخابئ في الجبال.
وردا على سؤال عن الفارق بين التحديات حينها والتحديات الراهنة في وقت يحاول تنظيم الدولة الإسلامية أن يعيد تنظيم صفوفه وتهدد فيه التوترات الطائفية أمن العراق قال طالباني "لدينا حرية أكبر الآن. لكن المشاكل أصعب كثيرا".
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير سها جادو)