بروكسل، 13 يونيو/حزيران (إفي): هز الفوز التاريخي لحزب (التحالف الفلامنكي الجديد)، الذي يؤيد استقلال الجزء الشمالي من بلجيكا (فلاندرز)، البلاد في الانتخابات التشريعية التي جرت اليوم.
وبذلك تدخل البلاد في مرحلة من الارتياب الشديد في ظل أزمة اقتصادية وقبل اسابيع قليلة على توليها الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي.
وتحدد هذه الانتخابات مستقبل البلاد بسبب اشتداد النبرة الانفصالية خلال النزاع القائم بين الفرانكفونيين (الناطقين بالفرنسية) والفلامنك (الناطقين بالهولندية).
ويرى المحللون أن تحقيق التحالف الفلامنكي الجديد للفوز في منطقة فلاندرز سيساهم في تبخر أحلام الخروج السريع من الأزمة السياسية التي تعيشها بلجيكا منذ 2007.
وفاز الحزب الفلامنكي في شمال البلاد بعد حصوله على 31 مقعدا من اجمالي 150 في البرلمان، بينما فاز الحزب الاشتراكي في الجنوب (فالونيا) بعد الحصول على 24 مقعدا.
وأعلن زعيم الحزب الاشتراكي إليو دي روبو ان الاشتراكيين اصبحوا "بعد عشرين عاما" الحزب السياسي الاول في بلجيكا لان نظرائهم الفلامنك في الحزب الاشتراكي الفلامنكي حصلوا على نتائج جيدة في منطقتهم (14 مقعد).
وعلى النقيض، فقد عوقب الليبراليون الفلامنك من قبل الناخبين حيث فقدوا ستة مقاعد، وكذلك فقد الليبراليون في جنوب البلاد ستة مقاعد.
ومن ناحية أخرى، أكد رئيس التحالف الفلامنكي الجديد بارت دي ويفر اليوم ان حزبه أصبح لاول مرة في تاريخ بلجيكا أهم حزب في (فلاندرز) بعد حصوله على نسبة 30% من الاصوات في الانتخابات التشريعية.
وأكد دي ويفر في اجتماع مع أعضاء حزبه ومؤيديه النجاح التاريخي لحزبه في الانتخابات، مشددا على انه "يتعين اصلاح الدولة والمالية"، معربا عن استعداده لـ"مد اليد" للاحزاب الفرانكفونية في النصف الاخر من البلاد.
وقال "لنتجه جميعا معا في هذا الاتجاه. يتعين اقامة بنية تعمل وتسمح لنا بحل المشكلات. يتطلب تغيير الاشياء معا. يتطلب تحقيق الفوز معا".
وأضاف "التحدي كبير، لكن اعتقد اننا نستطيع القيام به. الفلامنكيون اختاروا اليوم التغيير واننا لن نخيب آمالهم".
وأكد دي ويفر بعد ذلك في مقابلة مع محطة التليفزيون الفرانكفونية (ار تي ال-تي في اي) استعداده لعرض منصب رئيس الوزراء على فرانكفوني مصرحا:"لقب رئيس الوزراء ليس هام بالنسبة لي".
وكانت رئيسة حزب الديمقراطيين المسيحيين الفلامنكي ماريان ثيسن قد اعترفت بهزيمة حزبها في الانتخابات والذي كان حتى الان أول القوى في المنطقة الفلامنكية التي تعد أكثر ازدهارا وتعددا في بلجيكا.
ويتعين على حزب التحالف الفلامنكي الجديد في الشمال والاشتراكي في الجنوب اجراء مفاوضات لتشكيل ائتلاف حكومي.(إفي)