يبذل العمال في الصين، جهودًا ضخمة استعدادا لطفرة في الإصابة بفيروس كورونا والتي يمكن أن تبطئ الإنتاج، مع اتجاه الدولة بعيدًا عن استراتيجية صفر“ كوفيد”.
عدلت الصين بعضاً من أصعب إجراءات احتواء فيروس كورونا في العالم، وخلال السنوات الماضية تم تطبيق الإغلاق الصارم والاختبارات على مستوى المدينة لسحق تفشى المرض.
رغم الحكومة لم تتخل تمامًا عن القيود، إلا أن السلطات تسمح للمرضى الذين لا تظهر عليهم أعراض والأشخاص الذين يعانون من أعراض خفيفة، بالحجر الصحي في المنزل بدلاً من المرافق الحكومية وحظر عمليات الإغلاق الجماعي بشكل فعال.
وأشاد العديد من السكان المحبطين بتخفيف القيود بعد احتجاجات واسعة النطاق ضد الإجراءات، لكن المصنعين يرحبون بالأخبار بحذر بسبب مخاوف بشأن الزيادة المتوقعة في الإصابات.
وقال فابيان جاوسورج، الرئيس التنفيذي لشركة ”أجيليان تكنولوجي ”للإلكترونيات الاستهلاكية، إنه سيتم إجراء بعض التغييرات في مصانع الشركة مع انتشار الفيروس، مضيفا أنها ستكون فترة صعبة على الشركة لأنها لا تستطيع السيطرة على الحالات.
وذكر جاوسورج، أنه يخشى أن تؤدي الحالات الإيجابية إلى إغلاق مصنعه بالقرب من مركز التكنولوجيا الجنوبي في شينزين، وسيطلب من موظفي المصنع إجراء اختبار يومي سريع.
ويخشى صاحب مصنع آخر لبضائع الاحتفال بالكريسماس وغيره من المناسبات، أن انتشار الفيروس يبطئ الإنتاج.
وقال ريتشارد تشان، رجل أعمال من هونج كونج يدير مصنعًا في جنوب دونغقوان، إنه لا يمكنه السماح للمصابين بالعمل تجنبا لانتشار العدوى.
وأدت عمليات الإغلاق التي أحدثها فيروس كورونا إلى تعطيل الإنتاج بالفعل، خصوصا مع تباطؤ نشاط المصانع في الصين إلى أدنى مستوى خلال الأشهر السبعة الماضية، وفقًا للبيانات الرسمية.
ونجحت أنظمة الحلقة المغلقة التي تعزل العمال، وتطلب منهم العيش في الموقع بحيث يمكن أن يستمر الإنتاج بينما تكون المدينة مغلقة إلى حد كبير... لكنها أيضًا نشرت الإحباط بين المحاصرين داخل المصانع.
وفي وسط مدينة تشنغتشو، دخل أكبر مصنع“ آي فون ”في العالم حيز الإنتاج في حلقة مغلقة اعتبارًا من أكتوبر، واشتعل العديد من الاحتجاجات خلال الشهر الماضي بسبب التأخير في دفع المكافآت ونقص الغذاء، وعطلت هذه الاضطرابات العمليات في المصنع الذي تديره شركة فوكسكون ومقرها تايوان.
وقالت مصادر قريبة من فوكسكون، إن الشركة تراقب تطور الوضع وألغت اختبار الكشف اليومي السريع وهو ما سبب إحباطا لكثير من العمال. وأضافت المصادر أن مصانع فوكسكون الأخرى في الصين لا تزال تعمل بنظام الحلقة المغلقة.
ورفضت شركة فوكسكون التعليق على كيفية استجابتها لزيادة محتملة في عدد العمال المصابين.
والتصنيع، يعتبر ثاني أكبر قوة دافعة رئيسية للاقتصاد في العالم، ويعتمد بشكل كبير على المهاجرين من المناطق الريفية الذين يتدفقون على مراكز التصدير مثل قوانغتشو للعمل، وستكون استعادة التصنيع أمرًا أَسَاسِيًّا لإنعاش اقتصاد الصين المتراجع، لكن المحللين يقولون إن الرحلة ستكون طويلة وبطيئة حتى مع تخفيف إجراءات كورونا.