Investing.com - أعرب بيتر شيف، الخبير الاقتصادي والرئيس التنفيذي المعروف بتشكيكه في عملة البيتكوين، عن قلقه بشأن وضع الأسواق المالية وانعكاساتها المحتملة على البيتكوين، وذلك في تغريدة نشرها مؤخرًا.
وفقًا لشيف، فإن تراجع مؤشر ناسداك بنسبة 12% قد يكون إشارة إلى دخول السوق في مرحلة هبوطية كاملة، مما قد يؤدي إلى انخفاض حاد في سعر البيتكوين. وذكر أن انخفاضًا بهذا الحجم في ناسداك قد يُترجم إلى انخفاض بنسبة 24% في سعر البيتكوين. وإذا استمر هذا الاتجاه، يتوقع شيف أن ينخفض سعر البيتكوين إلى حوالي 65,000 دولار إذا تراجع مؤشر ناسداك بنسبة 20%.
حاليًا، يتم تداول البيتكوين عند مستوى 83,000 دولار، أي بانخفاض نسبته 23.5% عن أعلى مستوى تاريخي له. ومع ذلك، يرى شيف أن الانخفاض إلى 65,000 دولار قد يكون مجرد بداية، مقارنةً بما يتوقعه من انهيار أكثر حدة. واستشهد ببيانات من الأسواق الهابطة السابقة للتحذير من احتمالية حدوث انهيار أكثر خطورة في سعر البيتكوين.
مع استمرار التقلبات الحادة في أسواق المال واتجاه المستثمرين نحو أصول بديلة، يراهن العديد من المستثمرين على البيتكوين كفرصة استثمارية استراتيجية. حيث يرى بعض المستثمرين أن هذه التراجعات توفر فرصًا ذهبية لشراء أسهم شركات الكريبتو من انخفاض، بينما يسعى آخرون لفهم الاتجاهات القادمة قبل اتخاذ قرارات استثمارية. يمكن للمستثمرين الذين يرغبون في استغلال هذه التحركات الحادة بذكاء الاستفادة من InvestingPro، الذي يقدم توصيات شهرية لأكثر من 100 سهم، مدعومة بتحليلات متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، لمساعدتك على تحديد نقاط الدخول والخروج المثلى في السوق. اضغط هنا لاكتشاف المزيد من الفرص الاستثمارية!
تشابهات مع أزمات مالية سابقة
أشار شيف إلى فترات انهيار الأسواق السابقة، مثل فقاعة الدوت كوم، والأزمة المالية العالمية لعام 2008، وانهيار السوق بسبب جائحة كوفيد-19 عام 2020. خلال هذه الفترات، شهد مؤشر ناسداك انخفاضات بلغت 80% و55% و30% على التوالي.
ويعتقد شيف أنه إذا سلك السوق الهابط الحالي مسارًا مشابهًا، فقد تكون عملة البيتكوين في مأزق خطير. وفي أسوأ السيناريوهات، يتوقع أن تنهار البيتكوين إلى مستوى 20,000 دولار أو أقل.
العلاقة العكسية بين الذهب وناسداك
على الرغم من نظرته المتشائمة تجاه البيتكوين، فإن شيف أكثر تفاؤلًا بشأن الذهب، حيث يشير إلى وجود علاقة عكسية بينه وبين مؤشر ناسداك. وذكر أن أسعار الذهب ارتفعت بنسبة 13% منذ وصول ناسداك إلى ذروته في ديسمبر 2023.
هذا الاتجاه يشير، وفقًا لشيف، إلى أن الذهب قد يستمر في الارتفاع كلما تراجع مؤشر ناسداك. وإذا شهد الأخير انخفاضًا بنسبة 40%، يتوقع شيف أن يتجاوز سعر الذهب 3,800 دولار للأونصة.
علاوةً على ذلك، يرى شيف أنه إذا تزامن السوق الهابط في الأسهم مع تراجع في قيمة الدولار الأميركي في سوق الصرف الأجنبي، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع أكبر في أسعار الذهب.
ويعتقد أن هذا السيناريو سيكون عكس ما سيحدث للبيتكوين، مما يعزز قناعته بأن الذهب سيظل ملاذًا آمنًا وأكثر استقرارًا في فترات التقلبات السوقية.
تأثير انهيار البيتكوين على مكانته كأصل مخزن للقيمة
يرى شيف أنه حتى إذا استقر سعر البيتكوين عند 20,000 دولار، بينما ارتفع سعر الذهب إلى 3,800 دولار، فإن البيتكوين سيكون قد فقد أكثر من 85% من قيمته مقارنةً بالذهب. ويعتقد أن هذا التراجع الحاد سيؤثر على سمعة البيتكوين باعتباره مخزنًا للقيمة يشبه الذهب.
كما يتوقع أن يؤدي هذا التراجع إلى تخلي الحكومات والمستثمرين المؤسسيين عن البيتكوين تمامًا. ويشير إلى أن الحكومة الأميركية، إلى جانب جهات حكومية أخرى، قد لا ترى بعد ذلك أي جدوى من الاحتفاظ بالبيتكوين ضمن احتياطياتها الاستراتيجية.
بالإضافة إلى ذلك، قد يبدأ المستثمرون في صناديق المؤشرات المتداولة (ETF) في بيع مراكزهم في البيتكوين، مما يزيد من الضغوط البيعية في السوق. ويعتقد شيف أن هذه الموجة من عمليات البيع قد تكون قوية لدرجة أنها قد تدفع شركات مثل مايكروستراتيجي (MicroStrategy)، التي تمتلك احتياطيات كبيرة من البيتكوين، إلى الإفلاس إذا لم تتمكن من بيع ما يكفي من أصولها الرقمية.
بينما تواجه عملة البيتكوين تقلبات كبيرة في الأسواق، فإن النظرة التشاؤمية لشيف تتماشى مع موقفه الراسخ المعارض للبيتكوين منذ فترة طويلة. ومع ذلك، فإن سوق العملات الرقمية أظهر في الماضي قدرة على تجاوز هذه التوقعات المتشائمة، مما يجعل الاتجاه المستقبلي للبيتكوين محل جدل بين المحللين والمستثمرين.