investing.com - أحدثت العملات الافتراضية ثورة في الطريقة التي ينظر بها العالم إلى المعاملات، ولكنها في نفس الوقت سهلت أيضا بعض عمليات الخداع الضخمة على مدار التسع سنوات الماضية. وساعد على ذلك النجاح الكبير لعملة البيتكوين وغيرها من العملات.
وفي الوقت الذي قامت فيه أذكي عقول العالم بإنشاء شركات مدعومة بقوة تقنية البلوكتشين والعملات الافتراضية، قامت أيضا بعض العقول الإجرامية بالانضمام لقطاع التشفير وبدأت تحتال على المستثمرين غير المعتمدين.
من جانبها، ساعدت عمليات طرح العملات الافتراضية على ازدياد شعبية سوق التشفير، وبدأ المستثمرون يشترون الرموز على أمل أن تطلق الشركة منتجها وترتفع الرموز المميزة من حيث القيمة، وبالتالي يحققون مكاسب كبيرة. وبالنظر إلى أنه لا توجد وعود بأن عملية طرح العملة ستفي بخططها المستقبلية، فإن المستثمرون يأخذون قفزة إيمان. مازاد من عدد العمليات الاحتيالية المبنية على عمليات طرح العملة.
ومن ضمن العمليات الاحتيالية في هذا المجال نذكر أكبر خمسة في تاريخ سوق التشفير:
1-بينكوين وأي فان: قامت شركة "Modern Tech" التي تعمل خارج فيتنام بعملية طرح للعملتين، وخدعت حوالي 32.000 مستثمر، وجمعت 660 مليون دولار في أكبر عملية احتيالية في سوق التشفير في التاريخ. ونتيجة لذلك احتج عدد من المستثمرين خارج مكاتب الشركة الشاغرة في المدينة في 8 أبريل الجاري، بعد أن رفضت الشركة معالجة السحوبات النقدية، وأمرت إدارة المدينة الشرطة بالتحقيق في الاحتيال.
كانت الشركة قد أعلنت عن "iFan" كمنصة اجتماعية للمشاهير لترويج المحتوى الخاص بهم إلى المعجبين. في غضون ذلك ، وعدت "Pincoin" مستثمريها بـ 40٪ من عائداتها الشهرية من الاستثمارات. ادعى المشروع أنه سيتم إنشاء منصة عبر الإنترنت تشمل شبكة الإعلانات والمزاد وبوابة الاستثمار وسوق كبني على تقنية البلوكتشين.
2-وانكوين: كانت عملة وانكوين "OneCoin" موضوعا لعدد من التحقيقات على مدار ال18 شهرا الماضيين، وتمت تسميتها رسميا بمخطط بونزي للاحتيال من قبل الهند في يوليو 2017، وتم تغريمها بمبلغ 2.5 مليون يورو من قبل السلطات الإيطالية بعد شهرين.
وفي عام 2016 ، ضبطت السلطات الصينية أكثر من 30 مليون دولار أمريكي للتحقيق في عملية احتيال مرتبطة بالعملة في الدولة، في حين زعمت الشركة أنها مرخصة رسميا في فيتنام العام الماضي، ولكن الحكومة الفيتنامية دحضت هذه المزاعم. وقد حذرت أكثر من خمسة دول المستثمرين من المخاطر التي ينطوي عليها الاستثمار في الشركة، بما في ذلك تايلاند وكرواتيا وبلغاريا وفنلندا والنرويج.
3-بيتكونكت: أوقف شركة بيتكونكت "Bitconnect" عملياتها في يناير الماضي في أعقاب وقف نظام الشركة من قبل منظمتين ماليتين أمريكيتين، وتبادل المستخدمون عملة البيتكوين بعملة البيتكونكت، التي تم إطلاقها في يناير 2017، في ظل وعود من الشركة بعائدات فلكية.
وعلاوة على ذلك ، قامت الشركة بإدارة برنامج إقراض، حيث قام المستخدمون بإقراض العملة للمستخدمين الآخرين لجعل الفائدة تعتمد على مقدار العملة الذي قاموا بإقراضه على المنصة. ومنذ ذلك الحين، أطلق عدد من المستخدمين دعوى قضائية جماعية ضد الشركة لاسترداد أموالهم التي وصلت إلى 700000 دولار.
4- بليكسكوين: تم إطلاق عملية طرح عملة بليكسكوين "Plexcoin" في ديسمبر 2017، ووعدت الشركة المستثمرين بأكثر من 1300 %من عائدات الاستثمار شهريا قبل أن تأمر لجنة الأوراق المالية والبورصة الأمريكية الشركة بوقف نشاطها.
واستطاعت الشركة جمع أكثر من 15 مليون دولار من خلال عملية طرح العملة، ولكن لحسن الحظ تم تجميد جميع الأموال من قبل لجنة الأوراق المالية والبورصات وسجن مؤسس الشركة دومينيك لاكروا، فيما تعد أول مرة تتدخل فيها اللجنة وتوجه اتهاما لشركة من خلال وحدة الجرائم الإلكترونية الخاصة بها.
5- سنتراتك: اعتمدت شركة سنترا تك على مشاهير مثل الملاكم فلويد مايويذر والفنان دي جي خالد من أجل الترويج للشركة، باعتبارها تقدم خدمة بطاقة الخصم المرتبطة بفيزا وماستر كارد، وتسمح للمستخدمين بتحويل العملات الافتراضية إلى عملات ورقية.
وتم إلقاء القبض على اثنين من المؤسسين بتهم الاحتيال المتعلق بعملية طرح العملة، والتي جمعت حوالي 32 مليون دولار، ومن جانبها تسعى لجنة الأوراق المالية والبورصة الأمريكية إلى السعي للحصول على أوامر قضائية دائمة، وإجبار المؤسسين على إعادة الأموال المسروقة، ومنعهم من المشاركة في أي عروض للأوراق المالية.
وتظهر هذه العمليات الاحتيالية الحاجة إلى بذل العناية الواجبة عندما يتعلق الأمر بقرارات الاستثمار في العملات الافتراضية، وأن يصبح مجتمع التشفير أكثر وعيا وإدراكا لكلا يقع ضحية الاحتيال، وإلا ستتخذ الحكومات في جميع أنحاء العالم مواقف أكثر صرامة تجاه سوق التشفير بشكل عام.