من أندرو أوزبورن وكاتيا جولوبكوفا
موسكو (رويترز) - احتجزت الشرطة الروسية الزعيم المعارض ألكسي نافالني ونحو 1600 من النشطاء المناهضين للكرملين يوم السبت أثناء احتجاجات ضد الرئيس فلاديمير بوتين قبيل تنصيبه لفترة رئاسة رابعة.
ودعا نافالني الشعب للنزول إلى الشوارع في أكثر من 90 بلدة ومدينة في أنحاء روسيا للتعبير عن معارضتهم لما وصفه بحكم بوتين الاستبدادي الشبيه بحكم القياصرة.
وقال نافالني قبل احتجازه "سنجبر السلطات، التي تتألف من محتالين ولصوص، على أن تضع في الحسبان ملايين المواطنين الذين لم يصوتوا لبوتين".
وحقق بوتين فوزا ساحقا في الانتخابات التي أجريت في مارس آذار ليستمر بذلك في الحكم ستة أعوام أخرى حتى 2024 مما يجعله صاحب أطول مدة حكم منذ عهد جوزيف ستالين.
واعتقلت الشرطة نافالني، الذي منع من خوض الانتخابات أمام بوتين استنادا إلى ما قال إنها حجة واهية، فور ظهوره في ميدان بوشكينسكايا بوسط موسكو بينما هتف الشبان "روسيا بدون بوتين" و"يسقط القيصر".
ونُشر مقطع مصور لعملية الاحتجاز على الإنترنت ظهر فيه خمسة رجال أمن وهم يحملون نافالني من ذراعيه وساقيه إلى سيارة فان في مشهد تكرر عشرات المرات مع مؤيديه. وقالت شرطة موسكو إنه اعتقل لأنه نظم احتجاجا دون تصريح.
ونجح نافالني، الذي اعتقل وسجن لتنظيم احتجاجات مماثلة من قبل، في إلقاء كلمة موجزة أمام آلاف المتظاهرين قبل اعتقاله قال خلالها إنه سعيد بحضورهم.
وفي وقت مبكر يوم الأحد قال نافالني في تغريدة على تويتر إن الشرطة أطلقت سراحه في انتظار المحاكمة.
وقالت منظمة (أو.في.دي إنفو) المعنية بحقوق الإنسان والتي ترصد عمليات الاعتقال إنها تلقت تقارير باعتقال 1575 شخصا في أنحاء البلاد، نحو نصفهم في موسكو.
ونقلت وكالة إنترفاكس عن متحدث باسم الشرطة إن نحو ألف و500 شخص شاركوا في احتجاجات في موسكو. وقدر مراسلو رويترز عدد المشاركين بالآلاف.
كما نظمت احتجاجات في الشرق الأقصى وسيبيريا وسان بطرسبرج.
وفي مدينة إيكاترينبرج التي تقع على بعد 1500 كيلومتر إلى الشرق من موسكو شاهد مراسل رويترز حشدا من المحتجين يضم أكثر من ألف شخص وكان بعضهم يهتف "يسقط القيصر".
وظل بوتين البالغ من العمر 65 عاما في السلطة منذ عام 2000 إما كرئيس أو كرئيس وزراء.
ومن المنتظر تنصيب بوتين يوم الاثنين المقبل.
وفاز بوتين بنسبة 77 بالمئة تقريبا وأكثر من 56 مليون صوت في الانتخابات التي أجريت في مارس آذار وكان هذا أكبر نصر انتخابي له على الإطلاق والأكبر أيضا لرئيس في حقبة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. ويقول هو وحلفاؤه إن هذا يمنحه تفويضا كاملا بالحكم.
لكن مراقبين أوروبيين قالوا إنه لم يكن هناك أي اختيار فعلي في الانتخابات واشتكوا من الضغط على المعارضين.
ويتهم معارضون مثل نافالني بوتين باعتماد نظام سلطوي فاسد وضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية بشكل غير قانوني في عام 2014 وهي خطوة تسببت في عزل روسيا على الساحة الدولية.
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية)