investing.com - كانت أحدث السرقات في قطاع التشفر من نصيب منصة تداول في كوريا الجنوبية تدعى "كوينريل"، إذ تم سرقة أكثر من 40 مليون دولار بسبب قرصنة المنصة في 10 يونيو الجاري، وعلى الرغم من أن كوينريل ليست من ضمن منصات التداول الأكثر شعبية أو انتشارا في العالم، إلا أن اختراقها هو تذكير جديد بالطبيعة الضعيفة لسوق العملات الافتراضية الناشيء.
وقد نشر الموقع الإلكتروني لمبادرة "كريبتو اوير"، الخاصة باكتشاف عمليات الاحتيال في هذا السوق، دراسة عن حوادث السرقات والقرصنة، وأوضحت أن السوق خسر نحو 670 مليون دولار في الربع الأول من 2018 بسبب سرقة العملات الافتراضية. وارتفع المبلغ ليصبح 1.1 مليار دولار في الربع الثاني من العام الجاري.
بدأت السرقات في هذا العام بحادث منصة تداول "كوينشيك" الشهير، الذي يعد واحد من أكبر السرقات في قطاع العملات الرقمية في التاريخ، إذ فقدت المنصة ما يقرب من مليار دولار من عملة النيم، واعتبر الحادث بمثابة محفز للتغييرات الكاسحة في سوق العملات الافتراضية في اليابان.
وقبل هذا الحادث، تعرض السوق لحادثين ضخمين، الأول كان حادث سرقة من عملات البيتكوين من منصة تداول "ام تي غوكس" ما أدى لانهيار المنصة، والثاني حادث سرقة عملة الإثيريوم من منصة تداول "داو"، كان للحادثين تأثيرات عميقة على السوق ما أدى للاعتقالات، والأهم أنهما كشفا عن القضايا الأمنية المقلقة الذي يعاني منها سوق العملات الافتراضية.
وعادة ما يجادل المتحمسين لتقنية البلوكشتين موضحين أنها غير قابلة للتغيير ولا يمكن اختراقها نظريا، ولكن في 2018 تعرضت شبكة البلوكتشين في عملات فيرج، بيتكوين غولد، والكترونيوم إلى تكرار هجمات القراصنة بنسبة 51%. وإذا كانت منصات التداولة صعيفة أمنية ويسهل اختراقها فيجب أن تكون شبكات البلوكتشين أكثر أمانا، ومن الواضح أن هذا لا يحدث على أرض الواقع.
وتتعرض كل من منصات التداول، الشركات الناشئة وشبكات البلوكتشين للاختراق، وقد كشف تقرير صدر مؤخرا عن شركة "Qihoo 360 Netlab" أن القراصنة يتجولون عبر الإنترنت بحثا عن عقد غير آمنة على التطبيقات المستندة على شبكة الإثيريوم، وحتى الآن تمكنت مجموعة واحدة من سرقة 20 مليون دولار من عملة الاثيريوم.
وقد فقد السوق منذ 2011 2.3 مليار دولار بسبب القراصنة بالإضافة إلى العديد من الحالات غير المبلغ عنها، وهو أمر مقلق للغاية بالنسبة لقطاع يسعى لأن يتم اعتماده بشكل عام في النظام المالي العالمي.
ولهذا يجب على القائمين على هذه السوق البحث بجدية عن حل لمشاكل القرصنة وسرقة العملات الافتراضية التي تعد خطر شديد على شرعية السوق، وفي حالة النجاح في ضمان أمان السوق سيكون الطريق ممهدا أمام اعتماد هذا القطاع رسميا.