investing.com - يبلغ عمر العملات الافتراضية أقل من عشر سنوات، ولكنها استطاعت أن تبرز في القطاع المالي وجذب انتباه الناس وإعجابهم، كما أنها تؤثر بالفعل على بعض جوانب حياة العامة بما في ذلك ريادة الأعمال.
وقد شكل تبني العملات الافتراضية وتقنية البلوكتشين الداعمة لهم في الأنظمة الحالية عدة تحديات، ومثال على ذلك محاولة شركة البنية التحتية للتكنولوجيا "ستريب" غير الناجحة في استخدام البيتكوين كطريقة للدفع، إذ تبين أن سرعة البيتكوين في معالجة المعاملات لم تنل إعجاب العملاء.
وصرح مدير مشروع في الشركة، توم كارلو، عبر مدونة الشركة في يناير الماضي أن عملاء الشركة رفضوا خيار الدفع بالبيتكوين بسبب التأخر في الدفع وارتفاع الرسوم والفصل بين المعاملات وتقلبات قيمة العملة.
وفي الواقع، حظيت العملات الافتراضية بشكل عام على نصيبها من الفشل، وعلى الرغم من ماهذا مازلا يؤمن العديد بالمستقبل المبهر لقطاع التفشير، ومنهم الرئيس التنفيذي لشركة "كوينمترو"، كيفين موركو، الذي أعلن في حوار له أن العملات الافتراضية لا تزال في طور التطوير وأن لها مستقبل باهر.
وأضاف موركو أن صناعات العملات الافتراضية والبلوكتشين هي أعمال قيد التنفيذ، والدليل على ذلك البيتكوين وتغيرها بفضل النمو والتطوير والابتكار.
لقد كان للعملات الافتراضية اتجاهات متباينة ما بين الصعود والهبوط. ومع ذلك ، فإن الاتجاهات التالية لسوق التشفير يمكن أن تعطي تنبؤات إلى حد ما فيما يمكن توقعه في المستقبل:
أولا ستتلقى العملات الافتراضية المزيد من الرعاية من المؤسسات: بما أن الحكومات تتطلع إلى تقنين العملات الافتراضية، فإن المستثمرين يشعرون براحة أكبر لدخول هذا السوق وخاصة المؤسسات الكبرى.
ويرى معظم المستثمرين أن العملات الافتراضية أصول قيمة بفضل العوائد الجذابة، ففي ديسمبر 2017 ارتفع سعر البيتكوين إلى 20.000 دولار، وبالرغم من انخفاض السعر إلا أن الخبراء توقعوا المزيد من الارتفاعات التي تفوق ما حدث في 2017. وعلى سبيل المثال المستثمر المليادير، تيم درابر، الذي توقع أن يصل سعر البيتكوين إلى 250.000 دولار بحلول عام 2020.
ثانيا تقنين العملات الافتراضية: لطالما كان الافتقار إلى الأمان أحد أكبر المخاوف بالنسبة للمتداولين، وأكد هذا إحصائية نشرتها منصة تداول "انكريبت" توضح أن 40% من المستخدمين اعتبروا الأمن مصدر قلق كبير.
وقد صرحت لجنة بورصة الأوراق المالية أن غالبية العملات الافتراضية غير مقننة، على عكس العملات التقليدية التي تنظمها البنوك المركزية. وبالتالي كان نقص عنصر الأمان وعدم التقنين سبب لجعل المجرمين والقراصنة يقبلون على هذا القطاع.
ولكن كل هذا قد أوشك على الانتهاء، مع بدء إجراءات بتنظيم العملات الافتراضية عالميا، مثل التوجيهات التي صدرت بشأن اللوائح العالمية لهذا القطاع في قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين.
ثالثا العملات الافتراضية لن تتوقف عن تقلباتها: على الرغم من الإجراءات التي يتم اتخاذها لضمان الاستقرار في السوق، إلا أن الأمر يعد صعبا للغاية لتوقيف أو التقليل من تقلبات الأسعار، خاصة مع وجود العديد من العوامل التي تساهم في هذا التقلب مثل افتقار العملات إلى قيمة جوهرية، نقص رأس المال المؤسسي، وتنفيذ اللوائح.
وفي حين أن تقنين العملات الافتراضية وأسواقها سيساعد على تقليل التقلبات، إلا أنه ليس كافي وحده لإحداث فرق كبير في الطبيعة المتقلبة لهذه العملات. ولكن مع ازدياد شعبية تداول العملات الافتراضية سنشهد انحسار في هذه التقلبات. وباختصار فإن هذه العملات لن تتوقف عن التقلب وهو أمر يجب على المستثمرين إدراكه.