investing.com - عندما تم إصدار عملة البيتكوين، اجتذبت على الفور مجموعة من الحركة التحررية للذهب، وكان ينظر للعملة في بعض الأماكن على أنها معيار ذهبي رقمي خالي من التدخل السياسي والتضخم، ويبدو أن مخترع البيتكوين "ساتوشي" صاغ معدلات انبعاثات البيتكوين على أساس إنتاج الذهب.
ولكن "الذهب الرقمي" لا يرقى إلى مستوى التوقعات، ويؤدي الافتقار إلى التضخم دورا رئيسيا في هذا، في الوقت الحاضر يتم تعدين البيتكوين بمعدل سنوي يصل إلى 3.92%، ويعتبر هذا المعدل نوع من التضخم في حالة عدم تضاءل هذا العدد مع ظهور مستثمرين جدد، والذي يتسبب طلبهم في طفرات ثابتة وتحول البيتكوين إلى واحدة من أكثر العملات انكماشا.
ومن العجيب في الأمر أن تقدير البيتكوين الحاد هو بمثابة حاجز للتبني الجماعي للعملة، إذ أن الشعار غير الرسمي لمجتمع التشفير هو الانتظار حتى ارتفاع الأسعار، فلا أحد يرغب في بيع البيتكوين إذا كان يعتقد أن الأسعار مستمرة في الارتفاع، وهذا الانتظار والاحتفاظ بالعملة لم يساعد في حصول العملة على قبول وتبني جماعي. وعكس الانتظار ليس البيع ولكن الإنفاق، وقلة الإنفاق هي جزء من السبب في أن البيتكوين لا تزال تناضل من أجل التبني الجماعي.
ويتفق معظم الاقتصاديين على أن التضخم الضئيل هو مثالي، وتكمن المشكلة الحقيقية عندما تبدأ الحكومات في حل مشاكلها عن طريق طباعة الكثير من الأموال. وقد اقترح الخبير الاقتصادي الذي لا يتعاطف مع التجاوزات الحكومية، ميلتون فريدمان، مقاربة جديدة لإمداد النقود بعيدة عن أيدي البشر، فمثلا إذا أراد الاحتياطي الفيدرالي في زيادة الأموال بنسبة 4% سنويا يمكن أن يتم هذا بشكل ميكانيكي بحت من خلال برمجة جهاز كمبيوتر للقيام بهذا المهمة.
وحتى وقتنا الحالي، لم يقم الاحتياطي الفيدرالي ببرمجة خوارزمية للتحكم في المعروض من النقود على عكس بعض من العملات الافتراضية التي قامت بهذه المهمة. وتعد عملة "دوجكوين" مثال رائع لعملة تضخمية بمعدل 5% سنويا.
وقامت عدد من العملات الافتراضية بتجارب أخرى، مثل عملتى "PIVX" و"بييركوين" اللذان يستخدمان نظام معقد يزيد من الطلب على النقود عندما يقوم الناس بالاحتفاظ بالعملة.
كما تستخدم العديد من العملات الافتراضية الجديدة نظام إثبات ملكية مثل عملتي "ترونيكس" و"كادرانو"، وبعضهم يستخدمون أنظمة أخرى مثل عملتي "الريبل" و"ستيلر لومنز".