investing.com - بعد انتشار الاستثمار في العملات الافتراضية، ناشد أحد كبار المصرفيين من زيورخ المقر الرئيسي للمصرف للحصول على المشورة بشأن كيفية التعامل مع استفسارات العملاء حول العملات الافتراضية، ووجهت نداءات مماثلة في آسيا ولكن دون الحصول على إجابات.
وكان أحد المصرفيين السويسريين مثالا جيدا لعدم اهتمام الصناعة المصرفية التقليدية بسوق التشفير، عندما قدم لمديره مشروع استثماري للعملات الافتراضية وتلقى الرفض بدعوى أن العملاء لا يهتمون بهذا المجال.
ولكن بدءا من اليوم، كل هذا سيتغير، إذ احتوى تقرير الثروة العالمية 2018 على فصل خاص باستثمارات التشفير، وأوضح مؤلفي التقرير أن هناك زيادة ملحوظة في الاهتمام بمنتجات التشفير بين المستثمرين الأغنياء.
ووفقا للتقرير، فإن واحد من كل 3 مليونيرات مهتم بهذا القطاع، ويصل العدد إلى سبعة من كل عشر مليونيرات في الفئة العمرية الأقل من 4in0 سنة، وهذه الفئة العمرية ذات أهمية خاصة بالنسبة للصناعة المصرفية الخاصة.
وتكمن مشكلة المستثمرين الأغنياء في الحصول على معلومات حول أنواع جديدة من الاستثمارات، ولذلك فهم يطلبون المساعدة من الخبراء ولكن ثلث العدد فقط تلقى مساعدة حول العملات الافتراضية.
وهذا العدد يمثل كارثة بالنسبة لقطاع يعتمد على تقديم المشورة في الوقت الذي تتجاهل الإدارة العليا للبنوك سوق التشفير، إذ قام تيجان ثيام في بنك "كريدي سويس" وسيرجيو إرموتي في بنك "يو بي إس" بالثناء على إمكانيات تقنية البلوكتشين دون التطرق للبيتكوين وغيرها من العملات الافتراضية المعتمدة على هذه التقنية.
وتعد المصارف الكبرى راضية جدا بترك المنافسين الأصغر يملأون هذه الفجوة، مثل بنك "فالكون" الخاص، وبنك "فريك" في ليختنشتاين أو الشركات الناشئة مثل "بيتكوين سويس" و"كريبتو فاينانس".
وفي الوقت نفسه، تعاني البيتكوين وغيرها من العملات الرقمية من مشاكل وسمعة غير حسنة، إذ يقوم الخبراء بالتحذير من عمليات الاحتيال وغسيل الأموال، وقد أصدر بنك التسويات الدولية للتو تقريرا توصل إلى نتيجة مدمرة حول العملات الرقمية.
وبسبب هذا انخفضت قيمة العملات الافتراضية، ولكن العدد الهائل من هذه العملات والإقبال إلى عمليات طرح العملة ساعدت السوق، إذ سجل تقرير الثروة العالمية 195 عملية طرح لعملة من شهر يناير الماضي لأبريل الماضي بقيمة إجمالية تبلغ 6.2 مليار دولار.
وجذبت هذه الأرقام الأثرياء، كما حضر بعضهم مؤتمر التشفير في سانت موريتز بجبال الألب السويسرية مثل خورخي باولو ليمان، الرائد في مجال صناديق التحوط راينر مارك فراي، ورايموند باير. وفي حالة تغير فكر المصارف وتقديمهم المشورة لعملائهم حول الاستثمار في العملات الافتراضية وما يجب فعله، ستحصل المصارف على ثروة هائلة.