investing.com - منذ ظهورها تعرضت عملة البيتكوين للعديد من الانتقادات بشأن أنها غير متوافقة مع تعريف العملة أو وحدة الحساب، وأنها لا تصلح لتكون مخزن قيمة وعملة في الوقت نفسه. ولكن كل هذه الانتقادات في غير محلها.
وبالرجوع إلى مخازن القيمة بشكلها المتعارف عليه مثل العقارات أو العملات الذهبية، نجد أنه من الصعب جدا إنفاقها، إلا في حالة شراء منتج أو سلعة تساوي القيمة نفسها للعملة الذهبية. وهناك خيار آخر وهو بطاقات الخصم المدعومة من قبل مخزن القيمة مثل حساب الوساطة أو وضع الذهب في خزانة، وهو حل غير عملي، ويزداد الأمر سوءا بالنسبة لمخازن قيمة أخرى مثل التحف الفنية.
أما البيتكوين فهي مخزن قيمة قابلة للقسمة إلى حد كبير، مما يجعلها تصلح لأن تكون عملة، وصحيح أنها منتج رقمي بالكامل وبالتالي من الغريب أن تكون مخزن للقيمة، ولكن بالنظر إلى كيانات مثل "فيسبوك" و"جوجل" فهي تقدم منتج مجاني في مقابل الحصول على كمية كبيرة من المعلومات التي تعتبر في حد ذاتها أكثر قيمة من المنتج المجاني نفسه.
وتعتبر البيتكوين أول مثال على الندرة الرقمية، وتمكن الناس من التحكم فعليا في مورد رقمي نادر وذي قيمة، وقد تسمح لنا هذه التقنية في وقت ما بالسيطرة على الهويات الرقمية والبيانات الشخصية.
وللبيتكوين أيضا القدرة على تطوير علم المحاسبة من خلال ما يعرف ب"المحاسبة ثلاثية الدخول"، التي تتمثل في توقيع كل معاملة بطريقة مشفرة، مما قد يقلل من عمليات الاحتيال والتزوير، التأكد من نزاهة الانتخابات بفضل حماية الهوية الفردية، وجعل عمليات التدقيق متاحة للجميع للمزيد من الشفافية، ولهذا تعتبر المحاسبة ثلاثية الدخول أهم اختراع في آخر 500 عام.
وفي الوقت الحالي تعتبر البيتكوين نظام نقدي غير تقليدي بسبب عدم إصدارها من قبل حكومة أو بنك مركزي، قدرتها على التعامل مع الكثير من المعاملات في الثانية الواحدة، تقلب سعرها، والقدرة على إصلاح العرض.
أما مستقبليا، فيمكن أن تعمل البيتكوين كمخزن للقيمة وكعملة قابلة للقسمة إلى حد كبير، ويتم توزيعها بشكل لامركزي مما يمنع فشلها، تجاهل الحدود بين الدول وإعادة إيقاظ روح المبادرة، بالإضافة إلى الإمكانيات الهائلة بفضل سرعة نمو تقنية البلوكتشين.