investing.com - منذ ظهور البيتكوين كأول عملة رقمية على الساحة، وانتشر الجدل السائد حول هذه الصناعة وتقنية البلوكتشين، وساعد على احتدام الجدل ظهور المئات من العملات الرقمية ذي الأهداف المختلفة، والتوقعات المختلفة لهذه الصناعة ما بين الهيمنة على النظام المالي العالمي، أو إلحاق ضرر رهيب بالمستثمرين واستخدامها في أنشطة غير مشروعة.
ومن جانبهم، انتقد قادة القطاع المالي هذه الصناعة الناشئة، ووصف الرئيس التنفيذي ل "جي بي مورغان"، جيمي ديمون، العملات الرقمية بالتزوير وبكونها مجرد عمليات احتيال، وقال رئيس مجلس إدارة شركة بيركشير هاثاواي ورجل الأعمال الشهير، وارن بافيت، أن صناعة التشفير أشبه بسم الفئران.
وقال الخبير الاقتصادي الشهير نورييل روبيني الذي تنبأ بالأزمة المالية عام 2008، في جلسة نقاشية بفعالية تخص البلوكتشين في نيويورك في شهر مايو الماضي، إن 99% من معاملات التشفير تتم عبر منصات تداول مركزية، مؤكدا أن الحديث عن اللامركزية هو مجرد هراء.
وأضاف روبيني أن 81% من عمليات طرح العملة "ICO" هي عبارة عن عمليات احتيال وخداع.
استقبلت جحافل المشككين هذه التصريحات بحفاوة بالغة وآمنت بها، في حين رفضها المتحمسين لسوق التشفير والمستثمرين به لإيمانهم بقدرة صناعة التشفير على تغيير العالم الذي نعرفه.
وعلى الصعيد الآخر، قال فيتالك بوترين مؤسس شركة الإيثريوم إنه من الجيد محاولة خلق عالم موازي منفصل تماما عن العالم الحالي، هذا العالم يتفاعل مع المجتمع ويساعد على تحسين العالم الحقيقي ولكنه على مسار مختلف.
وردا على اتهام روبيني بمركزية سوق التشفير، قال جو لوبين المؤسس الشريك للإيثريوم، أن الشركة لا تتحكم في عملة "إيثر" الرقمية، وأن اللامركزية لها مستقبل باهر سيؤثر بشكل إيجابي على كافة المجالات.
ولم يقتصر فريق المتحمسين لسوق التشفير على العاملين بهذا القطاع فقط، إذ قال الصحفي التكنولوجي بريان باتريك إيه في كتابه "كيف تحرر المال" إن البيتكوين أشبه بحلم جميل عن الأموال.
وعلى الرغم من اختلاف الآراء حول مستقبل العملات الرقمية وتقنية البلوكتشين، إلا أن شيء واحد مؤكد وهو قدرة هذه التقنية، في حالة نجاحها واستمرارها، على الوصول إلى المليارات من البشر الذين لا يحملون جوازات سفر أو حسابات مصرفية مثل المواطنين في فنزويلا، تركيا، سوريا، أو ميانمار.