investing.com - لطالما تم تحليل العملات الرقمية على أنها أصول يمكن استخداها كضمان أثناء فترات كساد الأسوق الأخرى مثل أسواق الأسهم، ولكن للأسف سجل سوق العملات الرقمية في كل من الولايات المتحدة الأمريكية والصين وكوريا الجنوبية خسائر في ظل انهيار سوق الأسهم، ما يطرح تساؤل حول مدى ارتباط الأصول الرقمية بالأسواق المالية التقليدية.
أظهرت الشريحة السكانية الأصغر سنا تحمسا شديدا تجاه العملات الرقمية عامة والبيتكوين الخاصة لاعتبارها مخزن القيمة مثل الذهب، وهذا يرجع للترويج للعملات الرقمية لكونها استثمارات طويلة الأجل تستطيع الحافظ على قيمها، ولكن مع ضعف الاقتصاد العالمي مع قرب حلول عام 2019، يبدو أن هذه الأصول الجديدة تتبع نفس المسار الهبوطي.
وكان سوق العملات الرقمية قد سبق وأظهر انعدام ارتباط بينه وبين الأسواق المالية التقليدية أو حتى الذهب، وعملت الأسواق المالية التقليدية بشكل مستقل بعيدا عن سوق التشفير، ولكن انعدام الارتباط بين السوقين لا يعني أن هناك علاقة عكسية.
ويوضح هذا التحليل كون العملات الرقمية انحفضت بنسب تتراوح ما بين 30% إلى 50% على مدار الأسابيع القليلة الماضية في نفس توقيت تراجع أداء سوق الأسهم، وقيام المستثمرين بعمليات بيع واسعة النطاق بسبب الخوف من المزيد من التراجع والقلق بشأن حرب تجارية محتملة ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
وعلى سبيل المثال، هبط مؤشر "شينزن" المركب بنسبة 3.3%، ومؤشر"شانغهاي" المركب بنسبة 2.5%، وشهدت كوريا الجنوبية حالة مثيلة مع تراجع مؤشر "كوسبي" بنسبة 1.2% في الأيام الماضية.
وأوضح المدير المساعد لشركة "برودينشال" للوساطة، ألفين تشيونغ، أن هناك شعور سلبي حول حرب تجارية بين الصين والولايات المتحدة، وأن المستثمرين سيراقبون عن كثب الاجتماع المقرر انعقاده في بوينس آيريس في الأسبوع المقبل ما بين كل من الرئيسين شي جين بينغ ودونالد ترامب.
وعلى الصعيد الآخر، لم يتأثر سوق العملات الرقمية فحسب بسوء أداء الأسواق المالية التقليدية، بل تأثر أيضا بتفرع بيتكوين كاش الجديد والحرب على ملكية هذه العملة الجديدة، والتي انتهت لصالح مجموعة "بيتكوين كاش ABC".