investing.com - عادة ما ينصح المتخصصين للمستثمرين المبتدئين في عالم العملات الرقمية باتباع استراتيجية منخفضة المخاطر، ولكن مع وجود حوالي 2000 عملة رقمية في السوق يصبح من الصعب للغاية اختيار الأمثل للاستثمار.
وبالنسبة للمبتدئين فإن أول عملات رقمية سيسمعون عنها هي البيتكوين والإيثريوم، البيتكوين باعتبارها أول وأكبر عملة رقمية والتي تهمين على السوق، أما الإيثريوم فلكونها تمتلك شبكة متطورة للغاية تسمح بتنفيذ العقود الذكية وتفتح الباب لإمكانيات التطبيقات اللامركزية. ولكن السؤال هنا هل هاتين العملتين يمثلان استثمارا جيدا؟
يمكن القول أن البيتكوين هي العملة الرقمية الأصلية في التبادلات من نظير لآخر، وهي العملة الأكثر استقرارا، وعلى مدار العشر سنوات الماضية أثبتت البيتكوين امكانية استخدامها كمخزن للقيمة، وهو ما أخفقت فيه العديد من الأصول الرقمية الأخرى. وهذا يجعل البيتكوين أكثر عملة رقمية استخداما من جانب التجار والمستثمرين ومنصات التداول والبرمجيات، وتحظى بدعم كبير من مجتمع المطورين والمتحمسين لهذه لتقنية المالية الجديدة.
أما بالنسبة للإيثريوم، فهي عبارة عن منصة لتقنية البلوكتشين تم تصميمها للسماح للمشاريع الأخرى بتشغيل ما يطلق عليه "بروتوكولات العقد الذكي" ، والتي تمكن من التنفيذ التلقائي لمهمة معينة في حالة استيفاء شروط متفق عليها.
ومنذ إنشائها في عام 2015، كانت الإيثريوم بقيادة فيتالك بوترين رائدة التطورات في السوق ومهدت الطريق أمام ازدهار عمليات طرح العملة "ICO" في العام الماضي، وحاليا يوجد حوالي 1000 مشروع يعتمد على شبكة الإيثريوم بنسبة تصل إلى 60% من إجمالي جميع المشاريع في السوق.
وعلى الصعيد الآخر، يمكن للعملات الرقمية البديلة أن تثبت نفسها كاستثمار مربح بفضل رسملة السوق الخادعة والتراخي النسبي والحماية في حالة الخسائر المحتملة، ولكن كل هذا يختفي في حالة انخفاض قيمة العملة بشكل غير متوقع.
وعلى الرغم من ذلك، فإن هذه العملات ليست بالضرورة استثمارا سيئا، فالعديد منها يمثلون تكنولوجيات مستقبلية قد تكون بنفس أهمية تقنيات البيتكوين والإيثريوم، ولكن نسبة المخاطر العالية تجعلها غير مناسبة للمستثمرين المبتدئين.
وأخيرا فإن كل من البيتكوين والإيثريوم مناسبين للمستثمرين المبتدئين بفضل الفرص الاستثمارية الآمنة وتقنياتهم المتطورة والتي تغير المشهد الرقمي، ولكن يجب على المبتدئين استثمار مبالغ صغيرة أو ما قد يتحملون خسارته، وإدراك أن استثمارات التشفير تنقصها معايير الأسهم التقليدية المدعومة بالتأمين.