Investing.com - أدى ظهور العملات الرقمية وتطورها بالشكل الذي نعرفه الآن، إلي انقسام في الرأي فهناك فريق من الناقدين والمتشككين يواجه فريقا منافسا من المتحمسين لهذه الصناعة الناشئة، ومن ضمن المتحمسن محامي من مدينة أوكلاند في نيوزيلندا، كامبال بنتني، الذي يعكف على تداول العملات الرقمية باستخدام محفظة رقمية متصلة بالإنترنت.
يعرف بنتني تقريبا جميع أسعار العملات الرقمية، ويتتبع عشرات المواقع الإلكترونية ذات العلاقة بالتشفير، أما عمله بشركة المحاماة "بيل غولي" فيتركز على مناقشة الآثار الضريبية للعملات الرقمية مع أشخاص من إدارة الإيرادات الداخلية.
إن سوق التشفير يشهد مشاركة كبيرة من العديد من المستثمرين الذين يربحون ويخسرون أموالا كبيرة على العملات الرقمية، إذ يبلغ حجم التداول اليومي العالمي إلى 10 مليار دولار، وقد وصل المبلغ إلى 21 مليار دولار في يوم ما بمنتصف نوفمبر الماضي. أما أشهر عملة رقمية في العالم "البيتكوين" فبلغ تداولها اليومي 7 مليار دولار.
ووصلت الضجة الخاصة بهذا السوق المتنامي إلى نيوزيلندا، حيث تم إصدار عملة رقمية باسم "NZDT" وبلغ حجم تداولها اليومي نحو 1 مليون دولار، مما جعل مصرف "ANZ" يشعر بالقلق ويوقف عمليات العملة، مع وعود من الشركة المسؤولة عن العملة "كريبتوبيا" بإعادة إصدارها في العام المقبل.
ولكن التداول في سوق العملات الرقمية ليس بالأمر اليسير وفقا لبنتني، إذ أن حركات الأسعار ليست متشابهة لما يحدث في الأسواق المالية التقليدية، وهناك العديد من التقلبات الصعودية والهبوطية على سبيل المثال بلغ سعر البيتكوين 7770 دولار في منتصف نوفمبر 2017، 19.000 دولار في منتصف ديسمبر 2017، 12.600 دولار في عيد الميلاد، 17.000 دولار في رأس السنة الجديدة، و8500 دولار في فبراير من العام الجاري، واستمرت العملة في التراجع حتى بلغت مستوى 6300 دولار في منتصف نوفمبر الماضي.
وأوضح بنتني أن الأمر لا يتوقف عند عملة البيتكوين، إذ انخفضت العديد من العملات الرقمية الأخرى ووصلت نسبة التراجع في بعض العملات إلى 20%، وشهد السوق تذبذبات شديدة وفجائية. وتداولت الأخبار أن سبب تقلبات السوق هو تفرع عملة بيتكوين كاش، والمنافسة على ملكية العملة من قبل شخصيتين مشهورتين في عالم البيتكوين المستثمر روجر فير، وعالم الكمبيوتر الاسترالي المثير للجدل كريج رايت.
وأضاف بنتني أن المستثمرين المشاركين في هذا السوق لن يشعروا بالقلق من تقلبات الأسعار لأنهم اعتادوا عليها، أما المستثمرين على المدى القصير فقد استطاعوا تحقيق بعض الأرباح، ولكن من يقلق هم الأفراد الذين استثمروا مبالغ ضخمة في السوق ويخشون خسارتها.
ومن واقع خبرته، تنبأ بنتني أن بعض العملات الرقمية ستصبح استثمارات مستقرة في نهاية المطاف، وسيتم استخدامها كمخزن للقيمة مثل الذهب والفضة.