investing.com - بالنسبة للعديد فإن عملة البيتكوين تتشابك مع التكنولوجيا الرقمية من أجل تقديم نهج جديد للمال يطور من مفهوم النقد والعملات، ولكن الخبير في تاريخ التمويل بجامعة "ييل سوم"، ويليام جوتزمان، يوضح أن الجنون المتعلق بالعملات الرقمية يقدم لمحة عن المعنى الإجتماعي للمال وصعوبات الابتكار في هذا المجال.
وبالعودة إلى تاريخ المال، يقول المؤرخ يوفال نوح هراري إن المال هو أكثر أنظمة الثقة المتبادلة شمولية وأكثرها فعالية، فحتى الأشخاص الذين لا يؤمنون بنفس الإله أو يطيعون نفس الملك راغبين في استخدام نفس الشكل من المال، وعلى الرغم من أن العملات كالدولار أو اليورو أو الين أو السلع كالذهب لا يمكن استخدامها كغذاء أو مأوى وليس لها قيمة متأصلة، إلا أن الناس تعتبر أن لها قيمة كبيرة.
وبتطبيق نفس الفكرة على العملات الرقمية كالبيتكوين، نجد أن تقلبات الأسعار تمثل عائق في إنشاء الثقة اللازمة لاعتبارها عملة ذات قيمة على نطاق واسع، ولكن انتشار العملات الرقمية مؤخرا أظهر أن العملات التقليدية المدعومة من الحكومة لا تلبي احتياجات الجميع. وهذه العملات الرقمية تقدم أموالا لا تقع تحت رحمة البنوك المركزية وتوفر معاملات أرخص وأسرع وتحمي هوية المستخدمين دون الحاجة إلى الثقة في طرف ثالث.
وعن وضع العملات الرقمية الحالي، قال جوتزمان إن العملات الرقمية تعتبر أداة للمضاربة قي الوقت الحاضر بسبب التقلبات الشديدة في الأسعار مما يجعلها غير مناسبة لتصبح أساس في الإقتصاد، بالإضافة لذلك فهناك العديد من المخاطر المتعلقة بالاستثمار في هذه العملات مثل تعرض منصات التداول للقرصنة والسرقة والعمليات الاحتيالية.
وعن طريقة اعتبار البيتكوين كعملة فعلية، أوضح جوتزمان أن هناك بعض الأساسيات التي يجب أن تلتزم البيتكوين بها مثل أن تكون مخزن للقيمة ووحدة حساب وطريقة لنقل القيمة. وبسبب التقلبات في الأسعار فإن البيتكوين لا تعتبر مخزن جيد للقيمة لذلك فهي لا تصلح أن تكون عملة فعلية حتى الآن.
وعلى الصعيد الأخر، أفاد جوتزمان أن البيتكوين تتميز عن بقية أشكال تحويل المال من خلال عملية التحقق من المعاملات التي تعتمد على حل مشاكل رياضية معقدة. مضيفا أن فكرة التحقق من المعاملة ليست جديدة على تاريخ المال وترتبط بأشكال أخرى من التقنيات مثل ما قام به بنجامين فرانكلين عندما استعان بنوع معين من أوراق الأشجار لاستخدامه في طباعة الأموال وتجنب تزويرها.