investing.com - مثل أي مجتمع في العالم، يعاني مجتمع البيتكوين من العديد من المشاكل مثل الشمولية والسمية، فعلى سبيل المثال يتعرض المجتمع إلى انتقادات شديدة مؤخرا بشأن تعرض النساء لسوء المعاملة من قبل الذكور البيض المهيمنين على صناعة التشفير والذين يمنعونهم من الانخراط بقوة في المجال.
ولكي تتمكن تقنية التشفير من تحقيق إمكانياتها المبهرة، يجب على مجتمعات التشفير مواجهة مشكلة الشمولية وغيرها من الأزمات، والحرص على تواجد بيئة صحية تسمح بتنمية تقنية التشفير والنظام المرتبط بها.
ولكن الداعين إلى تحسين وضع مجتمعات التشفير وخاصة البيتكوين يتعرضون لانتقادات، إذ يرى البعض أن البيتكوين مجرد تقنية وأداة ولا يمكن ربطها بالأحكام المرتبطة بالسلوك الإنساني، فضلا عن كونها غير أخلاقية وغير سياسية وغير ثقافية، ومثل أي تقنية يتم استخدامها من قبل الناس الطيبيين والأشرار على حد سواء.
وينصح هذا الجانب بضرورة تعامل الطرف الذي يعاني من مشكلة مع الجهات الفاعلة السيئة مباشرة، ولكن دون إثارة أي تغيير في طبيعة المجتمع.
وبطعبية الحال فإن هذا الفكر المتحجر في التعامل مع الأزمات لن يتماشي مع مجتمع التشفير، الذي يتسم بالتطور المستمر، ولا يتوقف حد التطور عند المشاكل الفنية في شبكات البلوكتشين ولكنه يمتد ليصل إلى جميع أوجه التشفير ومجتمعاته.
إن الدارس لتاريخ البيتكوين والعملات الرقمية، سيتمكن من رؤية أهمية مجتمع البيتكوين في نجاح العملة ومدى بروز هذا المجتمع، يرجع ذلك إلى مباديء العملة التي تهدف لإحداث ثورة في النظام المالي السائد وتحقيق العدالة الاجتماعية وغيرها من القيم الإنسانية.
وباعتبار أن المال ماهو إلا تكنولوجية اجتماعية تتحدد قيمته بحسب انتشاره واسع النطاق ومدى إيمان الناس به، وأن هذه النظرية تمتد لتشمل العملات الورقية التقليدية والسندات والأسهم والذهب، فإن وظيفة العملات الرقمية وقابليتها للاستخدام لا تتركز على الصفات الخاصة بالرمز المميز وحسب، بل تشمل الاتفاق الجماعي بين مجتمعات كبيرة من الناس حول أهمية هذه الأصول الرقمية. ولهذا فإن نجاح هذا الشكل من الأموال يعتمد على وجود مجتمع داعم له ينبض بالحيوية والنمو.
ومع تطورها، يمكن أن تصبح المجتمعات أكثر أو أقل انفتاحا، أكثر أو أقل شمولا، وأكثر أو أقل ودية في تعاملها مع الغرباء، وبالتالي فإن هذه السمات الثقافية إما أن تشجع نمو المجتمع وبالتالي نمو الصناعة بأكملها أو تعرقلها تماما.