الجمعة البيضاء الآن! لا تفوت الفرصة، خصم يصل إلى 60% على InvestingProاحصل على الخصم

بشيء من الزهو.. الطائفة اليهودية الصغيرة بالمغرب تتابع زيارة البابا

تم النشر 31/03/2019, 15:12
© Reuters. بشيء من الزهو.. الطائفة اليهودية الصغيرة بالمغرب تتابع زيارة البابا

من أحمد الجشتيمي وفيليب بوليلا

الرباط (رويترز) - تتكلم سوزان حروش وتغني باللغة المتداولة بين يهود المغرب الذين كانوا يشكلون في وقت من الأوقات طائفة مزدهرة وصل عدد أفرادها إلى نحو 300 ألف شخص وكانت من أكبر الطوائف اليهودية في العالم الإسلامي.

أما اليوم فقد أصبحت هي وزوجها بين 2500 يهودي فقط ما زالوا يعيشون في المغرب ويمثلون طائفة يتزايد عدد كبار السن فيها وتتضاءل حجما حتى وهي تتمتع بالاعتراف الدستوري والحماية.

في بيتها بالرباط قبل زيارة البابا فرنسيس التي رحب بها اليهود باعتبارها فرصة لتسليط الضوء على وضعهم الذي يصفونه بالفريد في العالم الإسلامي، قالت حروش التي لها من الأولاد ثلاثة "أنا أعتبر نفسي مغربية أولا ثم يهودية".

ويوم السبت انضمت قيادات يهودية لممثلي الدين المسيحي في الصف الأمامي خلال مناسبتين ترأسهما البابا والملك محمد السادس تتعلقان بالحوار بين الأديان.

ويعترف الدستور المغربي لعام 2011 بالعنصر العبراني كأحد مقومات الهوية الوطنية. ولليهود في المغرب محاكمهم الخاصة وقانونهم الخاص للأحوال الأسرية ومدارسهم بل ولهم متحف خاص للتراث اليهودي تدعمه الدولة.

وقد قررت حروش وزوجها البقاء على النقيض من كثير من يهود المغرب ممن هاجروا إلى إسرائيل وأوروبا وأمريكا في العقود الستة الأخيرة بسبب الفقر والغموض السياسي.

وقالت حروش التي عملت مديرة لفندق حتى تقاعدت مؤخرا "المغرب هو المكان الذي أنتمي إليه. أشعر بالأمان هنا". أما زوجها فيعمل طبيبا ويقدم خدماته للمسلمين.

وتكرس حروش وقتها الآن للغناء بلغة يهود المغرب ضمن فريق غنائي يضم موسيقيين مسلمين يساعدونها في الغوص في التراث اليهودي القديم بالبلاد.

وترجع الطائفة اليهودية في المغرب إلى العصر الروماني وعلى مر العصور خدم اليهود في الديوان الملكي فكان منهم السفراء والدبلوماسيون والوزراء والمستشارون.

وخلال العصر الاستعماري الفرنسي رفض الملك محمد الخامس تطبيق الإجراءات المعادية للسامية التي فرضها نظام فيشي الفرنسي العميل خلال الاحتلال النازي لفرنسا في الحرب العالمية الثانية.

وفي العام 2010 أطلق حفيده الملك الحالي برنامجا لترميم مئات المعابد والمقابر ومواقع التراث اليهودي كما أعاد الأسماء الأصلية لبعض الأحياء اليهودية والتي تغيرت خلال العصر الاستعماري وبعده.

كما سدد الملك تكلفة ترميم المقبرة اليهودية في جزيرة الرأس الأخضر التي تبعد أكثر من 2000 ميل إذ أنها تضم بعض قبور اليهود المغاربة الذين هاجروا إليها.

ويقول يهود المغرب إنهم يشعرون بأن الملك يحميهم.

وقال ديفيد توليدانو رئيس الطائفة اليهودية في الرباط التي يقل عدد أفرادها الآن عن 200 فرد "هو رئيس كل المؤمنين مسلمين ويهود".ويمثل المسيحيون الكاثوليك في المغرب وعددهم 23 ألفا أغلبهم من الوافدين من أوروبا وخاصة فرنسا ومهاجرين من دول أفريقيا جنوبي الصحراء أقل من واحد في المئة من سكان المغرب البالغ عددهم نحو 35 مليون نسمة.

ويوم السبت خاطب العاهل المغربي البابا قائلا "فإنني مؤتمن على ضمان حرية ممارسة الشعائر الدينية. وأنا بذلك أمير جميع المؤمنين على اختلاف دياناتهم. وبهذه الصفة، لا يمكنني الحديث عن أرض الإسلام وكأنه لا وجود هنا لغير المسلمين.

"فأنا الضامن لحرية ممارسة الديانات السماوية وأنا المؤتمن على حماية اليهود المغاربة والمسيحيين القادمين من الدول الأخرى الذين يعيشون في المغرب".

وقالت زهور أرحيحيل مديرة متحف التراث اليهودي المغربي بالدار البيضاء وهي مسلمة "التراث اليهودي جزء من هويتنا المغربية الجماعية المتنوعة التي يجب علينا الحفاظ عليها".

© Reuters. بشيء من الزهو.. الطائفة اليهودية الصغيرة بالمغرب تتابع زيارة البابا

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.