من روبرت ماكميلان وجوزيف أكس
نيويورك (رويترز) - من المتوقع خروج آلاف المحتجين إلى شوارع نيويورك يوم الجمعة في اليوم الثالث لمظاهرات ضد عنف الشرطة رغم أن المدعين قالوا إنهم سيدرسون توجيه اتهامات لضابط في واقعة مقتل رجل أسود أعزل الشهر الماضي.
وأضيف مقتل أكاي جورلي (28 عاما) بالرصاص على درج إضاءته خافتة في مشروع سكني في بروكلين إلى سلسلة من أفعال الشرطة ضد سود عزل أشعلت توترات عنصرية في أرجاء الولايات المتحدة.
وشهدت مدينة نيويورك ليلتين من الاحتجاجات الغاضبة لكنها سلمية منذ يوم الأربعاء عندما لم توجه هيئة محلفين عليا اتهامات لضابط الشرطة دانييل بانتاليو لتسببه في مقتل إريك جارنر وهو أب لستة أبناء عمره 43 عاما في يوليو تموز. وصور أحد المارة الحادث.
وأعلن القرار بعد تسعة أيام من من امتناع هيئة محلفين أخرى عن توجيه اتهام للشرطي الأبيض الذي قتل شابا أسود أعزل بالرصاص في أغسطس آب في ضاحية فيرجسون بمدينة سانت لويس في ولاية ميزوري.
ثم قتل ضابط شرطة أبيض رجلا أسود أعزل بالرصاص في فينيكس بولاية أريزونا يوم الخميس أثناء مشاجرة مما أدى إلى احتجاجات هناك.
وقالت سورايا سوي فري وهي ممرضة (45 عاما) وناشطة من برونكس كانت تشارك في احتجاجات في نيويورك "الحكومة خلقت وحشا والوحش أصبح الآن طليقا."
ومن المقرر إقامة مراسم على جثمان جورلي ليل الجمعة ثم تشييع جثمانه يوم السبت. وسيلقي آل شاربتون وهو من زعماء الحقوق المدنية كلمة لتأبينه.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال إن المدعي العام لمنطقة بروكلين كينيث طومسون قال يوم الجمعة إنه سيعقد اجتماعا مع هيئة محلفين عليا لبحث الاتهامات التي ستوجه لضابط الشرطة الذي قتل جورلي. وقال الضابط بيتر ليانج إن الرصاص خرج من مسدسه دون قصد.
ووصف كيفن باول رئيس جماعة بي كي نيشن في مؤتمر صحفي مع أقارب جورلي اليوم الخميس إطلاق الرصاص بأنه جزء من "سلسلة لأعمال القتل المعاصرة خارج إطار القانون."
وطالبت سيلفيا بالمر والدة جورلي بالعدالة لابنها.
ومن بين الأحداث الأخرى في نيويورك يوم الجمعة مسيرة بالشموع لجارنر.
وقال سومومبا سوبوكوي (46 عاما) أحد منظمي حركة احتلوا وول ستريت إن الحركة التي ظهرت في عام 2011 للاحتجاج على عدم المساواة الاقتصادية ستنظم مؤتمرا بعد ظهر يوم الجمعة في مانهاتن للاحتجاج على قرار عدم توجيه اتهام للضابط الذي تسبب في وفاة جارنر.
وحاولت شرطة نيويورك عدم اتخاذ موقف متشدد من احتجاجات هذا الأسبوع وأبعدت فقط المتظاهرين عن مراسم إضاءة شجرة الميلاد التي نقلها التلفزيون الأمريكي يوم الأربعاء.
وثارت توترات لفترة قصيرة يوم الخميس في ساحة تايمز سكوير عندما منع نحو ثلاثة آلاف محتج حدثا كبيرا ورددوا هتاف "من الذي تحمونه؟"
ورد مئات من ضباط الشرطة بدفع المحتجين إلى الأرصفة. وقال متحدث باسم الشرطة إن أكثر من 200 محتج اعتقلوا لكنه رفض الكشف عن تفاصيل أخرى.
وفي علامة على القلق الوطني إزاء هذه القضية كلف الرئيس باراك أوباما قائد شرطة فلادليفيا بوضع توصيات حول سبل إعادة بناء الثقة بين الجمهور والشرطة.
وقال تشارلز رامسي قائد شرطة فيلادلفيا في مقابلة "هناك توتر وهناك مشكلات حقيقية... يشعرون بأن الخدمة التي يحصلون عليها من الشرطة ليست عادلة ومتحيزة. فقدوا الثقة فينا إلى حد كبير ويتعين علينا استعادتها."
وقال وزير العدل الأمريكي اريك هولدر إن وزارة العدل ستجري تحقيقات بموجب الحقوق المدنية في قضيتي ميزوري ونيويورك لكن خبراء القانون استبعدوا احتمال توجيه اتهامات اتحادية لأي من الضابطين.
وخلافا لإطلاق النار على المراهق مايكل براون (18 عاما) في ميزوري في التاسع من أغسطس قام أحد المارة بتصوير ما حدث بين ضابط الشرطة وجارنر بهاتفه المحمول. وتظهر لقطات الفيديو الضابط وهو يطوق عنق جارنر بذراعه ويجره إلى رصيف ويعاونه ثلاثة ضباط آخرين.
وردد المشاركون في احتجاجات الشوارع في وسط مانهاتن "لا استطيع التنفس" وهي العبارة التي قالها جارنر تكرارا في فيديو يصور الحادث قبل موته.
وكان يجري اعتقال جارنر بزعم بيع السجائر بشكل غير قانوني في ستاتن ايلاند في يوليو تموز.
وقال محامي الضابط بانتاليو إن موكله قد يواجه إجراءات تأديبية بعد تحقيق داخلي تجريه الشرطة. ومن المرجح ان يركز ذلك التحقيق على لجوء بانتاليو إلى حركة خانقة لتوقيف الرجل تحظرها لوائح الشرطة.
وقال المحامي ستوارت لندن إن بانتاليو قال لهيئة المحلفين العليا إنه استخدم أسلوبا للسيطرة ولم يضغط قط على عنق جارنر. وكان الطبيب الشرعي في نيويورك قال إن وفاة جارنر كانت ناجمة عن الضغط على عنقه وصدره وإن الربو والسمنة ساهما في الوفاة.
(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)